خاطرة: مسافات الصمت و الحيرة / بقلم: ذ. مختار سعيدي / الجزائر


أرسلت إلي تحية ذابلة
اصفرّت أوراقها وانحنت
رسمت عليها برماد اسمي
مركبا لأفولي وأشرعة من صمت الغياب
و رغبة انطفأت ودخان الوداع
وما تبقى من تعب الذكريات
وأسمال جنون مخضبة بشجون البعد
وابتسامة الخريف الباهتة
و نظرة رحيل من صقيع..
وانا الموجوع بغيرتي نار تشتعل
لما يسرق مني المار بسمتها
و نظرتها.. و سمعها.. و تحيتها
ورعشة خصلتها
و هي تبتعد.. و تبتعد.. و تبتعد..
أبحث عنها في حروفي.. في كلماتي… في صمتي وحيرتي
وعلى كلماتها كل المقامات ابتعدت..
و طال سفرها والركب قريب..
فالتفّ الأمل في الألم و تدثر
وبقي الحلم وحده يغازلني
ويسقي بهيامه مهجتي
ويلهب بالظنون غيرتي
وعلى أوتار وحدتي كعادته
كل يوم بأنغامه الواهية يراودني
أطارد الأيام على صهوة السكون
ومسافات الصمت لا ترحمني.

ذ. مختار سعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *