حوار ابداعي افتراضي بين مجد الدين سعودي والمبدع الأديب أحمد حضراوي، المبدع الصادق في غربته وكينونته وشاعريته / بقلم: ذ. مجد الدين سعودي / المغرب


ذ. أحمد حضراوي

استهلال
أحمد حضراوي، شاعر مغربي مغترب وهو مؤسس المقهى الثقافي ببلجيكا… وفي العاصمة البلجيكية بروكسيل يحمل كتبه ومنشوراته من أجل ثقافة جادة.
مسقط رأسه مدينة وجدة.
النتاج الروائي:
في شراك أحمد بخيت: طبعتان عصابة شيرين وببلاوي: طبعة أولى شيشنق: في انتظار الطبع سبعون يوما وراء الشمس: في انتظار الطبع الكونتيسة: قيد التأليف (2)
النتاجات الأخرى:
مجموعة دواوين شعرية: آمنت بالاسلام: 1996 (2)
شذرات: 1996 شيء من المنفى: 2011 (1)

1- عن بروكسيل
قلت له: ماذا تقول عن بروكسيل عاصمة بلجيكا؟
أجاب: هي مقر اقامتي، بأنها أصبحت نقطة تلاقي الحضارات والثقافات بل والصراعات المتأججة في المشارق والمغارب. (1)
قلت له: ولم بروكسيل بالضبط؟
أجاب: في هذه الجغرافية أراد أن يكون للكلمة العربية منبر، فكان المقهى الأدبي في بروكسل بهدف “مأسسة” الجمال والخطاب الإنساني العربي فيها من جهة، وسعيا لإبراز الوجه المشرق للمدينة كي لا تضيع في زحام الأحكام الجاهزة على حد قول ضيفنا. (1)

2- عن السرد
قلت له: والسرد يا أحمد المغربي المغترب؟
فكان الجواب: لكن السرد عنده يأخذ سيرة أخرى، حيث يروي لنا قصصا حدثت معه في عاصمة عربية، تلك القصص في مجملها تمر عبر بوابات ثقافية لتعري الوسط الثقافي وتضعه في مواجهة حادة مع سلبياته، فكانت روايتاه “في شراك أحمد بخيت” و”عصابة شيرين الببلاوي”، ويعترف أحمد حضراوي أن تجربته في السرد هي نتاج ذاكرته الحقيقية ومعارفه الحياتية التراكمية.
بينما اليوم يعلن عن نص جديد قيد الطباعة يتناول فيه صراعا متخيّلا بين الأمازيغ والفراعنة، حيث ينتهي النزال بانتصار الأمازيغ بعد انهيار الأسرة الفرعونية الواحدة والعشرين، من خلال سرد دراماتيكي للأحداث له ارتكازاته التاريخية ورواسبه القديمة عبر الشخصية الرئيسة في الرواية “شيشنق”، وفي ذات السياق يكشف حضراوي عن عملين آخرين قيد الكتابة أحدهما يرتكز إلى سيرة ذاتية والآخر هو محاولة تأريخية لمرحلة من مراحل النضال المغربي من خلال صوت المرأة التي يتخذها ساردة للأحداث. (1)

3- عن الغربة والابداع
قلت له: والغربة والإبداع؟
عن الغربة يقول إنها أشبه بالحاضنة الزجاجية التي تأوي الجنين غير مكتمل الولادة، فالغربة التي تعطي الاستقرار في كثير من الأحيان تحرم الإنسان من تفاصيل الحياة المكتملة في الوطن الأم، معادلة صعبة الفهم دون مراس… إن الإشكال الأهم هو تحديد مفهوم الثقافة ثم مفهوم المثقف لنصل إلى الوظيفة الجغرافية والهوياتية والحضارية والإشعاعية له كأقلية في مجتمع متحرك لم يعد لديه الوقت الكثير ليلتفت إلى ثقافة الآخر، إلا إذا تمّت الترجمة له، في هذا المشهد يرى أحمد حضراوي أن دور المثقف هو تقديم رؤية جديدة تقوم على الفلسفة والفكرة، هذه الثنائية يمكن أن تكوِّن لدى المتلقي الغربي مساحة تتناسب مع تكوينه النفسي والقلبي وتتلاءم مع سعيه للإطلاع على ثقافة الآخر.
أمام هذه المصطلحات المختلفة “الثقافة، الغربة، الاغتراب، المثقف”، يرى ضيفنا أننا أمام غزو فكري أدبي وإبداعي إلى جانب كل أشكال الغزو الأخرى التي يتعرض لها العالم العربي، هذا الغزو في عمق التعامل معه يحمل إشكالية خالصة تتمثل في جوهرها بالانسياق للتأثيرات والإغواءات الهوياتية المختلفة. (1)
قلت له: والحل؟
أجاب أحمد حضراوي بروية وحكمة: والحل هنا يكمن كما لمسه حضراوي في الحفاظ على الهوية الأصلية دون تطرف وانغلاق، يكون ذلك بالانفتاح على كل تجربة يمكن أن تصقلها وتشبعها وتطورها، هذا الانفتاح الحذر يشترط فيه الشاعر المغربي عدم الانبهار بالآخر، فالتمسك بالهوية العربية هو الذي يضمن استمرارية المثقف العربي في الغرب ويؤمن بقاء بصمته. (1)

4- عن الحب القصيدة
قلت له: يا شاعر الغربة في قصائدك لوعة وعشق دائم.
أنشد أحمد حضراوي:
أناْ لا أرى شفتيكِ إلا منبرا
للحب، للكلماتِ للأشعارِ
قبلٌ تؤجج في اللقاء قصائدا
وتظلل الأقدار بالأقدار
قولي متى الطوفان يا بندُولهُ
فسفينتي خُرقتْ بلا إبحارِ!
قلت له: جوعك للحب كبير
فأنشد عن جوع وعطش المحب الولهان:
أنا جائع للحب أطعمني هوى
واملأ صحوني بالجمال لأشبعاَ
عيناكَ من طبق الجنان وكحلها
شجر الغواية حين ذنبي أينعاَ
من طينة الإغواء قد صُقلتْ يدي
تدعو جرار الماء تعجنها معاَ !

5- عن الوطن
بلغة نقية وتجربة قاسية في الغربة والنوستالجيا، يلخص لنا الشاعر والروائي أحمد حضراوي الوطن قائلا: وطني زورق يسافر سرا بحقيبة موت مفخخة!

6- عن العمر
بلغة شفافة وبحكمة الكبار يلخص لنا الشاعر العمر قائلا:
العمر ليس يقاس بالسنواتِ
للعمرِ عدّاد من الكلماتِ

7- عن الشاعر الذي يسكنه
قلت له: ماذا تقول للشاعر الذي يسكنه؟
أجاب البهي أحمد حضراوي: مهما كبر الشاعر فهو طفل صغير، والأطفال لا ينهزمون في حرب أبدا. فهم إما ينتصرون بفرض براءتهم على الآخر، أو يكبرون وقد رضعوا دم التجربة ليعودوا أطفالا من جديد على هيأة فينيق (عنقاء).

خاتمة بطعم البهاء
وبكل البهاء هذا أول تعاون بيننا وبين شاعر روائي يكتب بصدق وعشق .
وكل أحمد حضراوي وأنتم بألف بهاء ونقاء وصفاء.

ذ. مجد الدين سعودي / المغرب


احالات
(1)- الكاتب السوري عبد الله مكسور: أحمد حضراوي: بروكسل الجريحة أرض حوار وقنطرة ثقافات. موقع العرب الالكتروني
(2)- عن موقع kataranovels.com



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *