لو كنت موهوبة في فنّ الكاريكاتير
لرسمت ألفا وخمسين حاجزا….
وعلى كلّ حاجز كتِب
“خطر! موت!”
ورسمتُ سيّدة
تأبى أن تحصي عدد التّجاعيد في وجهها
تحمل عصابة على جبينها
كتب عليها “بطلة السّقوط “…
وخططت طريقا أطول من صبر أيّوب
بمنعرجات لئيمات…
لو كنت أجيد ركوب صهوة المجاز
كنت تعمّدت رسم رجل خارق على الضّفّة الأخرى
يحمل لافتة عريضة
عرض العزيمة
كتب عليها “تعالي بطلتي”
ولأنّي لا أنوي التّعفّف على نظم الكلم المتزاحم في صدري
لأصنع مسبحة…
ولأنّي أنوي اصطحابكم على بساط السّندباد
حتّى تمسّكم لذّة التّيه
فترون هذياني محض حقيقة
أودعتها قلوبكم
عساها تكون دعوة لا تردّ
آه… كم أعشق الكتابة بغير أناملي!!
كم أدمن البوح بالغياب…!!
حين أكون واقفة في الفراغ…
وأنا أعزف على كمان
سوّيته من جذع شجرة مجنونة
آه …كم أكره أن أكون ظلّ الجدب في الأرض!!
كم أخاف أن أمسيَ انعكاس الصّمت على المرايا!!
إنّ الكتابة على خلاف العادة
تعني محاصيل من الدُهشة والفتنة
إنّ الفتنة والدّهشة والذّهول
قوافل لغة أخرى لا تبلى…