متيمة أنا بك يا حبيبي../ بقلم: ذ. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر


مُتَيَّمَةٌ أَنَا بِكَ يَا حَبِيبِي
أُؤَمِّلُ فِي هَنَا الْوَصْلِ الْقَرِيبِ

مُتَيَّمَةٌ وَقَلْبِي فِي اشْتِغَالٍ
عَنِ الدُّنْيَا بِوَصْلِكَ يَا نَصِيبِي

مُتَيَّمَةٌ وَحُبُّكَ فِي فُؤَادِي
كَجَمْرٍ مُوقِدٍ يُذْكِي لَهِيبِي

وَهَلْ فِي الشَّوْقِ يَا حُبِّي مَلَامٌ
أَلَا تَحْكِينَ لِي ذَا يَا طَبِيبِي؟!!!

مُتَيَّمَةٌ حُرُوفُكَ تَيَّمَتْنِي
أَنَامُ مُفَكِّراً يَغْلِي حَلِيبِي

بِنَهْدَيْكِ ابْتُلِيتُ وَدَقَّ قَلْبِي
يُفَكِّرُ فِيهِمَا حَتَّى تُجِيبِي

أَ هَمْسِي يُعْجِبُ الْحُلْوَ الْمُرَجَّى؟!!!
هَنِيئاً لِي بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ

تُجِيبِينَ الْجَوَى عَنِّي بِوُدّ
فَمَا أَحْلَاكِ فِي الْحُبِّ الطَّرُوبِ!!!

كَلَامُكِ وَالْحَلَاوَةُ طَيَّبَتْهُ
بِأَشْكَالِ الْجَمَالِ الْمُسْتَجِيبِ

فَعِيشِي فِي فُؤَادِي بَعْضَ وَقْتٍ
لِأَحْضُنَ فِيكِ مُنْتَعِشاً كَذِيبِ

وَأَلْثُمُ فَاكِ مُغْتَبِطاً بِشَهْدٍ
فَرِيقُكِ سُكَّرٌ يُثْرِي صَلِيبِي

جَمَالُ النَّبْضِ مِنْكِ فَبَارِكِي لِي
بِحُبِّكِ فِي تَفَاعُلُهِ الْعَجِيبِ

فَحُبُّكِ رَائِعٌ قَدْ زَادَ نَبْضِي
وَأَطْرَبَنِي بِعْطْرِكِ أَنْتِ طِيبِي

دَعِينِي أُفْرِغُ الْكَأْسَ الْمُصَفَّى
وَأَسْهَرُ فِي صُدَاحِكِ عَنْدَلِيبِي

لِمَنْ أَشْكُو هَوَاكِ أَحُبَّ عُمْرِي
وَقَدْ أَغْرَيْتِ بِالسَّهْمِ الْمُصِيبِ؟!!!

مَعَ الْإِيمَانِ بِالْحُبِّ الْتَقَيْنَا
عَرُوسَانِ اسْتَكَنَّا فِي الْغُرُوبِ

يُلَاعِبُ بَعْضُنَا بَعْضاً بِشْوْقٍ
حَبيبٍ مُذْهِلٍ جَيْشَ الْكُرُوبِ

وَطَابَ الْحُبُّ بِالْإِشْهَارِ لَمَّا
تَعَانَقَتِ الْقُلُوبُ عَلَى الدُّرُوبِ

يَدُومُ الْحُبُّ فِي شَفَتَيْ حَبِيبِي
تَبَسَّمَ فَامَّحَتْ نُذُرُ الْخُطُوبِ

أَسُوقُ الْوَرْدَ يَا حُبِّي صُفُوفاً
يُقَبِّلُ وَجْنَتَي زَهْرِ الْجَنُوبِ

عَلَى تُفَّاحِ خَدَّيْكِ اصْطَفَانِي
حَمَارُ الْخَدِّ بِالدَّمْعِ الصَّبِيبِ

أَوَرْدَةَ عَصْرِنَا فِيضِي جُنُوناً
جُنُونُ الْحُبِّ مِنْ شُغْلِ الْأَدِيبِ

وَفِيضِي بِالْحَمَارِ عَلَى عُيُونٍ
أَذُوبُ بِسِحْرِهَا مَا مِنْ عُيُوبِ

فَقَدْ حُزْتِ الْكَمَالَ بِلَا شَرِيكٍ
لَكُمْ فِي الْحُسْنِ وَالْفُلِّ الْمَنُوبِ

أَشِرْ بِيَدَيْكَ أَخْطَفْ مَا تَسَنَّى
مِنَ النَّجْمَاتِ يَا حُبِّي فسِيبِي

سَأَخْلَعُ عَنْكِ أَغْلَالاً ثِقَالاً
تُدَاوِي الْجُرْحَ فِي الْعَصْرِ الصَّعِيبِ

وَآخُذُ عُرْيَكِ الْغَالِي مُبَاحاً
لِقَلْبِي هَلَّ فِي الزَّمَنِ الْعَصِيبِ

وَأَنْتِ –حَبِيبَتِي– الْأَمَلُ الْمُرَجَّى
شُرُوقُ الشَّمْسِ –حُبِّي- فَاسْتَجِيبِي

تَمَلَّكَنِي الْحَنِينُ إِلَيْكِ يَعْدُو
إِلَيْكِ بِنَكْهَةِ الْحُبِّ الْخَصِيبِ

فَعُدْتُ إِلَيْكِ بِالْأَفْرَاحِ تَشْدُو
وَتَرْوِي الْحُبَّ فِي الْأَرْضِ الْجَدِيبِ

أَوَرْدَةَ حُبِّنَا الشُّرُفَاتُ نَادَتْ
عَلَيْكِ الْآنَ يَا حُبِّي فَثُوبِي

تَعِبْتُ مِنَ النِّدَاءِ عَلَيْكِ عُودِي
بِنَايِ الْحُبِّ يَمْرَحُ فِي الْكَثِيبِ

بِصَفْوِكِ يَا حَبِيبَةُ أَخْبِرِينِي
عَنِ الْحُبِّ الَّذِي لَكِ فِي الْقَلِيبِ

فَإِنِّي الْعَاشِقُ الْوَلْهَانُ أَشْدُو
بِنُورِكِ فِي سَمَاوَاتِ الْقَرِيبِ

وَإِنِّي نَاشِدٌ خَدَّيْكِ أَلْهُو
بِسِحْرِهِمَا الْجَمِيلِ أَلَمْ تَذُوبِي؟!!!

وَعَيْنَاكِ اصْطَفَتْنِي وَاجْتَبَتْنِي
أُبَيِّضُ فِيهِمَا سِحْرَ الرُّكُوبِ

وَجَنْبَاكِ اسْتَطَابَا فِي اهْتِزَازٍ
شُعُورَ الْحُبِّ فِي وَقْتِ الْهُبُوبِ

سَلِي قَلْبِي بِنَشْوَتِهِ وَعُودِي
لِدِيوَانِي بِحُبِّكِ فِي الْهُرُوبِ

أَلَا تَدْرِينَ حُبِّي وَانْشِغَالِي
بِقَدِّكِ مَاسِ أَثْنَاءَ الْوُثُوبِ؟!!!

أُجَرِّبُ فِيكِ إِبْدَاعِي وَفَنِّي
وَأَقْطَعُهُ لِسَانَ الْمُسْتَرِيبِ

يَنَامُ اللَّيْلُ نَسْهَرُ فِي صَفَاهُ
أُغَنِّي مَادِحاً سِحْرَ الثُّقُوبِ

يَهِيمُ الْحَرْفُ فِي أَنَّاتِ ثُقْبٍ
جَمِيلِ الْوَقْعِ يَدْخُلُ فِي شُبُوبِ

وَيَمْتَهِنُ التَّلَذُّذَ فِي فَخَارٍ
بِهَذَا الْوَقْعِ فِي رُوحِ الْحَبِيبِ

يَغَارُ الشَّهْدُ مِنَّا فِي صِبَاهُ
وَلَا يَدْرِي بِأَبْرَاجِ الشَّبِيبِ

أَصَابِعُكِ الْجَمِيلَةُ تَحْتَ ذَقْنٍ
يَغَارُ الْوَرْدُ مِنْهَا يَا حَبِيبِي

وَبَسْمَاتُ الشَّفَايِفِ كَبَّلَتْنِي
أُقَبِّلُ فِيهِمَا مِثْلَ الْغَرِيبِ

وَأَنْتِ بِجَنَّتِي قَدْ ذُبْتِ عِشْقاً
وَآهَاتٍ مَعَ الْمَوْجِ اللّعُوبِ.

*******

هذه المعلقة من بحر الوافر التام
أول الوافر
العروض تام مقطوف = والضرب تام مقطوف
-التفعيلة المقطوفة: هي التي لحقها القطف وهو حذف وعصب ويمكن أن نسمّيها محذوفة معصوبة. مثل مفاعلتن تصير مفاعلْ ثم تنقل إلى فعولن .
-القطف = الحذف + العصب
-الحذف هو حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة
-العصب هو إسكان الحرف الخامس المتحرك من التفعيلة
ووزن بحر الوافر التام :
(مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ = مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ)
مثل :
مُتَيَّمَةٌ أَنَا بِكَ يَا حَبِيبِي
أُؤَمِّلُ فِي هَنَا الْوَصْلِ الْقَرِيبِ

مُتَيَّمَةٌ وَقَلْبِي فِي اشْتِغَالٍ
عَنِ الدُّنْيَا بِوَصْلِكَ يَا نَصِيبِي

مُتَيَّمَةٌ وَحُبُّكَ فِي فُؤَادِي
كَجَمْرٍ مُوقِدٍ يُذْكِي لَهِيبِي

وَهَلْ فِي الشَّوْقِ يَا حُبِّي مَلَامٌ
أَلَا تَحْكِينَ لِي ذَا يَا طَبِيبِي؟!!!

مُتَيَّمَةٌ حُرُوفُكَ تَيَّمَتْنِي
أَنَامُ مُفَكِّراً يَغْلِي حَلِيبِي

بِنَهْدَيْكِ ابْتُلِيتُ وَدَقَّ قَلْبِي
يُفَكِّرُ فِيهِمَا حَتَّى تُجِيبِي

أَ هَمْسِي يُعْجِبُ الْحُلْوَ الْمُرَجَّى؟!!!
هَنِيئاً لِي بِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ

ذ. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *