ويح نفسي…
بالهجر كان لك القرار
اتّهمتني بتجاوز خطوطك الحمر..
وألقيتني فوق البحار
جمعتُ كلّيَ المبعثر..
وحطّمتُ إليك الأسوار
أغرقتني في بحور وهمك..
وأنا لاأتقن فنّ الإبحار
معك عشتُ دوّامةً..
لايُعرف لها مسار
أعاتبكَ حبّاً واهتماماً..
فيغرقني ذاك التّيار
قد كنت صلاتي..
وديني.. وناسك الأسحار
أقمتَ في صدري ، مقام نبيٍّ..
إليه تحجُّ روحي ومزار
وجهُ حبيبٍ..
فيه أهذي، وعليه أغار
عن الكون أحجبه سرّاً..
وأرتاده ليل نهار
عن عالمي رحلتَ ظلماً..
فبكيتُ دماً..
ومن الدمع ذرفتُ أنهارا
طوّقتني شوكاً..
وسئم الخريف لربيعك انتظارا
وكان القدر.. وما لي فيه اختيار
عن وجهكَ حاولتُ الرحيل..
أتلاشى كموت الأمطار
فامسح عن روحي..
ماعلاها من عصفِ الغبار
وزر قبري..
ولاتبُح بكلّ الأسرار
انثر عليه ورداً..
ولا ترثني بكلماتٍ وأشعار
دع روحي ترقص حولك..
تملؤك دفئاً ونارا
وعش بعدي دهراً..
تحياه بنشوة الانتصار.