ككائن لا مرئي
يدخل غرفته
يَدهَن الجدران
بِطِلاء أسود
يضع حبلا أعلى السقف
وكرسيا تحت الحبل
وقبل أن يصعد الكرسي
يشعل قمرا
على مكتبه
و…..
……..
…..
(يُنصح بعدم المتابعة لضعاف القلب)
أنا حين أدخل
إلي غرفتي
ليلا
لا أجدني
لا أجد غير
ظلي جالسا
أمامي
يبحث عني
حين قيدوا يدي
إلى الخلف
لم أكن خائفا
ولا مشتت الذهن
لأني
ببساطة
كنت أعرف أنك الوحيدة
التي
ستعبرين الليل
إليَّ
رغم الجدران
ومئات الجنود المتعبين
هو هكذا
كلما زار حديقة
سحب خلفه شجرة من يدها
إلى الساحة.
غابةُ أشجاره
لا تخفي شجرة يده
لا تخفي حلمه
بامرأة تلد الأشجار
كنت وأنا طفل
أتهجى أسماء الدكاكين والواجهات
لكني حتى الآن
مازلت أتهجى حزني
ووجه أبي
كلما مررت
على الدكاكين والواجهات
في الصباح
تتساقط أسرار النساء
من الشبابيك
مثل فاكهة الخريف
تكبر المدينة
يجري الأطفال في الشوارع
ثم
يكتظ الهواء
بالحياة
غمامة في الأفق
على هيئة امرأة تحمل طفلا
منذ صباح بعيد
أحلم بامرأةٍ تسكن السماء
امرأة بطفل
يكبرني بآلاف السنين
تسيرين في طريق مترب
حقيبةٌ بتجاعيدَ
في يدك
في الحقيبة خريطة
بلا
طرقات
الطاولة فارغة
وضَع النادل وردة
وانصرف
وضعتُ حبلا
قرب الوردة
صرخت امرأة
في الخلف.