أتمرّن علی النّسْيان! / بقلم: ذ. عباس رحيمة / العراق


يقف خلف الظلّ رجلٌ
يفكرُ بعمقٍ..
متی تشرقُ الشمس؟
هو يحتمي بظلي..!!!
حلمه يمرّ مسرعًا مثل قطارٍ حاملٍ جنودا يحلمون باللقاء،
أو سربٍ من طيورٍ مهاجرة ٍ
هي الأخری تحلمُ بغدٍ آمن…
يجلسُ بعد أن أجهده الوقوفُ خلف ظلّي المنسي.
يطلبُ من النادل قدحين من الشايِ،
يتقدمُ النادلُ ويسجلُ طلباتِه
مستفسرًا هل يقدم له طلبَه حالًا أم ينتظرُ القادمَ،
القادم والحاضر يجلسانِ معي..
كلاهما أشباح..
أما تسمع يا أنيس؟
جيوبٌ تصفر من الفراغ ورياحٌ تمرّ مهرولةً.
كأنها غيومٌ تقبضُ علی بياضها وتهربُ مني بعيدًا!!
ألملمُ عطشَ الأيام وأسْكبه في جوفي؛
لعلّي أفيض من التصحّر.
روحي نخلةٌ هزّت جذعها،
سقطت منها تمراتُ المتكلم..
أشفي الأبرص من مرضه، وأصابتِ البصيرَ بعمی اليقين.
أبصر..
الحقيقة تقترب مني، لكني أستجير بعماي وأهرول ساحبًا الماضي بقراطيس الكلامِ.. قال فلانٌ عن فلانٍ عن فلانٍ.
أربطُ الحاضر بالماضي وألقيه في بحر الانتظار مشيرًا.. هنا يرقدُ
بعمقٍ بحرٌ جفّفَ أمجاد الماضي والحاضر.
أنتظر النادل ان يسقينا.
نحن عطاشى الحديث وسماع ثرثرة الماضي على إيقاع ملعقةِ سكرٍ وهي تدور في كأسي الفارغةِ!!
أشربه بقدح الأسلاف.

ذ. عباس رحيمة / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *