دمنا و دام الحرفُ مؤتلقا
هذا القريضُ رقيقٌ رائقُ العبَقِ
أنغامُه نُسِجتْ من بُهْرة الألقِ
من غيْمة الحرف هبّتْ نسْمةٌ عبقتْ
همَتْ علينا بريحِ الفُلّ و الحَبَقِ
حَيّتْ و أحِيَتْ فذابَ القلبُ منْ وَلَهٍ
و أزْهر الدّفْء في بابي و في طُرُقي
و في الدّياجيرِ هلّتْ بُهْرةً سَطعتْ
ففاز نبْضي على الأوْجاعِ و الأرَقِ
في رفّةِ الفجْر تأتيني و تأسَرُني
في الصّبْحِ.. في الظّهْرِ في ترنيمة الشَّفَقِ
في الصّحوِ في النّوْمِ في الأحلام في أرقي
في هدْاَة الليلِ والأسْحارِ و الغسَقِ
أزهارُ أنْسِجةٍ.. أشْذاءُ أخْيِلةٍ
خَبَّأتُها في شِغافِ الرُّوحِ و الحَدَقِ
هَبّتْ قَوافيكَ في الأفْياءِ تَغْمُرُني
تهْمي بفيْضٍ الشَّذا و النُّورِ و الألقِ
لم تُبْقِ لي أحرُفًا أو بَعضَ قَافيةٍ
حتَّى أشارِكَ في تضْويعَةِ العَبَقِ
بُوركْتَ منْ شاعرٍ تقتاتُ أحرُفُهُ
منْ هالةِ الفجْر و الأنوارِ في الشَّفقِ
بُوركتِ من نبْضةٍ تَشْتقُّ نَكْهَتَها
منْ نفْحةِ الآسِ و النّسْرينِ و الحَبَقِ
دُمْنا و دامَ الشّذَا و الحرفُ مُؤْتلِقًا
يَروي و يَحمِي من الإحباطِ و القلقِ…