عبرتُ بحر الماضي
عوماً على سلةِ أفكاري
حين وصلت الشاطئ
وَجَدتُ من قومي ممن سبقوني..
ينشرون غسيل ملابسهم
على سلك شائكةٍ..
من إرثٍ موبوء
بوجوهٍ غَشيها الصَّدأُ
ويتنازعون حول حصة كلٍّ منهم
من أجزاء السلك..
عند الحدود المتاخمة
والبعيدة لبلادٍ أخرى
تركت راحلتي متوجساً!!
وخلعت جعبة أحلامي.. مضيت بعيداً
أبحث عن مكان يأويني ولو فيه نسيمات
من هدأةٍ..
ولا ضيرَ في أن أهجرَ جميع الألغاز
في قارعةٍ تحتويني…
الأسئلة تتقافز بين الأزقة والطرقات
حين يقرأني أحدهم (من قومي)
كلّما سنحت له اللوعة
وبدأتُ الشوط الثاني والناس نيام
وقد سوَّلَ للأسئلة أن تطلقَ بريقها
صباحاً في مرمى النظر..
أطفأتُ حرارة الشجن
وقشّرتُ ظنوني تحت يافطة البوح
وأسألُني: ماذا تلوّح به
في زحام الرؤى..وأنت تتلفع بالبياض؟
ستظلُ تعبرُ انبهارك بلياقة..
وتمنحهُ الدهشة الغضَّة
ولم تكن تلك الأسئلة سوى..
غربة استباحت غربة هرمة
تورق أحلاماً سَمِحة..
تتجلى للغرباء في أُفق المنفى
غابات من أيام الأحزان
آهٍ.. يا أبي
كم أشتاق إليك
وأنا أتنسم صدى عبير كلماتك
المزججة بشفيف حبِّ الأوطان
كلما أطْرقَتني الذكرى،
أفلتَني طواعيةً….
الموتُ من بين يديك.