يا من تركب بحري العصّيّ على مدّ البصر
يا من ينصاع إليه مدّ الرّوح طوعا
تالله لقد تعبت ألفا
يا عليما بضعف البشر
يا خبيرا بشهقاتي
إنّي قادمة على عجل
لأقفز معك إلى علّيين
متعمّدة وبلا وجل
تعال أقل لك:
-أشهدك أنّي ينبوعك الصّافي…
وأنّك بحر ممتدّة شطآنه في صدري…
أشهدك أنّك خير يزداد بي
وانّي ياسمين يضوع لك
وأنّك حلمي الورديّ
المتفرّع كالدّوالي
يا شبيه مرج الأرز الأخضر
ها انا أسأل مدد المعنى
وأرجو من صانع القوارير
أن يعتق أعناقها
إنّا مللنا في الزّهد
مواسم الاختناق وفصول الضّجر
اقول قولي هذا
وقد تعلّمت من شيخ فقيه في شرائع الأمل
أنّ قميص اليقين
قد قُدّ من ألم
تعال أقل لك:
يا أنت… أنت كالسّر
كالحدس الذي يتلذّذ غوري
كم أنت متفرّد في البهاء!!
يا من امتزج غيث فؤاده
برذاذ أيلول الرّحيم بأعالي الشّجر
ها أنا ألقي أمامك
تفاصيل نبوءتي
فهلّا ألقيت في حجري
بركات جنونك عند السَّحر…!؟
وإن رمت يوما في العشق مقاما
فلا تقبلنّ بغير القمم
ولأنّي ك*مريم
جئت أمام القوم بالرّؤى
بطلت ألواح العجل …
ولانّي آمنت بالوعد الغليظ الذي بيننا
فامنح هذا القلب… سلاما…
واجعلها غمزة من روحك
بارقة، خاطفة
واطلق أسراب النّبض في وريدي
واجمع جمع عاشق مقتدر
اجزائيَ على السّواء
ولا تبسط يديك لسواي
ولا تغللهما فأشقى
فيهزمني الخواء…