أراني أجلس على عرش سلطنة الشّجن-
أصنع من لهيب الحرف أقباسا
أنير بها دروب أحلام أضناها الوهن
إنّ ذبح الحمام لمن علامات آخر الزّمن
إنّ غرس الورد في أرض لا تنبت غير النّسيان
لمن تمام المظالم والبهتان…
ولأنّ الأمور العظيمة تستغرق وقتا طويلا
أوصي بأن لا تتعجّل…
وقاتل فلول الخذلان
كي تفوز بحبّ الصّبية والطّير والشّجر
والحجر، وبعض من بني الإنسان…
أراني أعود من بعيد
وقد خلعت ضعفي
وهشاشتي
وانكساراتي
ووهني والتّيه فمراراتي…
لأستوي على عرش الحزن من جديد
وبكلّ قوّتي وأشجاني
أعزّي النّفس بحرارة
في أفول كلّ الأنجم
التي احتلّت سماواتي
ولم تمكث إلّا قليلا-
فلا تستسلم يا قلبا
نهشه الشّيب بغتة من هول الدّهشة
فإنّ بعض الانكسارات خسارات
كحرق شجر السّنديان في فجاج الغابات
ولأنّي أفهم لغة العصافير
تراني أثق في دفء الأعشاش
فماذا لو لم تذهب بعيدا أيّها الرّبيع…!؟
إنّ الشّعراء متفرّدون في القول
وإنّ قلبي خطّاف يسابق الشّمس
وقد اغتسل في سواقي الدّمع المجيد.