أيها البحرُ أنا العنيدُ في مُسايرةِ الضياع
وأنت الصاخبُ في مُلاينةِ السفن
هذا شِراعي في مهبِ النزوح
وهذا قلبي في مهبِ هواك
ربيبُ الامواجِ وزرقة العطر..
أترضى أن أموت بلا قلوع
أو أعيش بلا جنونِ سفرٍ نافذ
هذي بغدادُ مائدةُ السفود
بها ما يشتهى العليلُ والبطرُ
ونفسي تحدثني بالرحيل طمعا
بمصاحبة الأجناس ومنازل القمر
لأروّح عن نفسي بأسطورة
تظل غدا تختبرُ مواهب البشر..
وها أنا بين تأرجحٍ قلقٍ للمكوث
وطوفان أحلامٍ للسفرِ البعيد
روحي تتوقُ للإبداعِ في تسلقِ الخطر
لأعلن عبر البحرِ من غيرِ صياح
من غير رهبةٍ وتهويلٍ وضجر
أني أنا الملاحُ المتمردُ سِرّ
ما يحلمُ به البعيدُ وما تشتهيهُ
الاضواءُ والظلماتُ والجزر..
ذ. يونس علي الحمداني / العراق
*الى الناقد حاتم الصكر… تأثرا بمقالة (السندباد البحري والسندباد البري شظايا أسطورية).