المدنُ
مكتظةٌ بالناس.. تزدحم بكل
شيء،
في الصباح سحبتُ كلبي من ذيله..
مخالفا للعادة لأجلب الانتباه
غير آبهٍ بالضوء الأحمر
لا أبالي..
ما تبقى من العمر فضلات
زائدة تتساقط من خوذتي
لهذا لا أبالي،
الآخرون قلوبهم تشيط غيظا
على الكلب،
إنه كلبي لا وصاية لكم عليه،
أفعل ما يحلو لي به
أحدهم: دعه إنه مهذار
يحشو أنفه بمؤخرة الأيام،
شخص آخر يتفحص جمجمتي
لا…. إنه يريد أن يملأ فراغا في
حياته..
امراةٌ على شرفة دارها
تتخاصم مع زوجها
وتشير إلينا..
أسمعها تهدده أن تسحبه من
مؤخرته
وتعبر به الشوارع المزدحمة
لتبرهن إلى الشرطيّ
أنّ قوانين الصيد غدت بالية
وقانون المرور أكثر تحضرا
أيسمح لك أن تسحب الرجل
من..؟
لطالما قال لنا… قفوا
نحن شعب نسير اِلى الأمام
لهذا رجمت تمثال أبي
وهو من المحاربين القدماء
نصبه نحات مقاتل بما بقي من
حجارة من سجيل
ليرهب به عدو الله
على شاطئ مشيرا إلى
الأمام
بالحجارة.. وهربت خوفا من
امرأة أبي.. رأيتها تهرول على عجلٍ
لتسحبَ تمثال أبي من ذيله
وترميه
في أقرب حاويةٍ
حينها تذكرت
اليوم يوم
الشجرة…