على منضدة…
خشبية أرزية.
تبعثرت أوراقي…
بعدما نثرت على بياضها…
بعض الكلمات…
وبعض الحروف.
جمعتها بلا اكتراث.
وضعتها في أركان منزوية…
منسية.
بين المذكرات والرفوف.
اشتكتني لأصلها…
للغتها…
أرادت أن تظهر لمن يعشقها…
بوجه واضح مكشوف.
قدمت لها وللمشتكى له اعتذاري…
فهي جزء مني…
من مشاعري…
من أسراري…
فكيف لي أن أعرضها…!؟
للمئات…
أو ربما الألوف.
فقد خطها قلمي…
بعفويتي…
بلا اختيار…
بلا تفكر…
أو نظم مصفوف.
مليا في أمرها…
فكرت…
ثم فكرت…
فسحبت اعتذاري…
من اعتذاري لها…
وللمشتكى له.
أقنعني…
فعاودت ترتيبها…
نقحتها…
أوليتها عنايتها…
كي تبدو كإيقاع…
كلحن شجي معزوف.
كسمفونية لغوية خفيفة…
على العقول…
على المشاعر…
على كل حس مرهف…
وقلب رؤوف.
فقد تسافر إلى البعيد.
ولو بلسان وحيد.
إلى الأقاصي…
إلى بيوت الأصدقاء…
وبعض الضيوف.
تريد حريتها…
لا أن تبقى قابعة…
على ذلك الورق المتراكم…
والآخر الملفوف.
فتلك هي الكلمات…
عندما تستند لمساندها…
عندما تتحد بالحروف.