انت لاتحب البحر
انت تحب النورس
وهو يعانق الأفق…
أنت مريض بالوهم…
وقيل أنت
غير معن بالشعر….
*******
هذا النقش الذي على الحجر
يشبه ذلك الوشم
الذي رسمه الكدح
على وجه بائع الورد
على بوابة المقابر المنسية…
حين ينفلت مني الحرف…
يخرج من بطن الحوت…
ذلك الشاعر الفاشل
أنا ألقبه بالناقد…
الذي أغلق دونه بوابة القلب…
رأتني كما لو كنت…
كالعاشق الذي رحل
وترك وكر حمامته
للعناكب…
متى لا أعود يا راعي اليمام
أما العودة فهي هجرة أخرى للندم
لاتصدق….
الكلمات يا صاحبي
فقط راقب لمسة اليد
وحدها الصادقة…
وهي تلمس جيب معطفك
وهي تمسح دمعات خيبتك…
لاتصدق لمسة اليد…
صدق التراب حين يلفك
وقهقهة حفار قبور حين يحفر لذاته آخر حفرة… لتكون له… يقهقه… لما اشتغلت بقبور الغير… نسيت أن أحفر قبري…
لما مشيت في المدينة…
وأنا أنقب عن عاشقة صادقة…
دخلت الحانة…
جلست بجانبي…
لمسة من يدها
نسيت… صدقت كذبتي الصغيرة… كانت صادقة بعيون وقحة… يا عاشقة الصدق… أنت الخيانة الصادقة… كم أحب تيهك بين حروف قصائدي التي لم أكتبها… ولن أكتبها…
بيني وبين عشاق الفكرة كانت أغنيتي كالخيبات المنتصرة… أنا لم أنتصر في يوم ولكني لم أنهزم… فالحياة خيبتي الأولى ولن تكون الأخيرة…. صدقت صديقي ورفيقي ماركس… حين قلت الإنسانية لاتطرح على نفسها إلا الأسئلة التي تستطيع الإجابة عنها…..
*******
نورالدين وكفى… كلمات بلمسة من يد باردة كالحياة تماما…