زمجرت الطائرةُ، وتطايرت النُتَفُ.. غرق الوالدان في الدهشة.. مكثا على بقيةِ حصيرٍ؛ يحدقان عبر شقِ بابِ الصفيح..
كان الشّقُّ فُرجةً.. كانت السماءُ شاشةَ عرضٍ:
هناك راعٍ يزجي الولائمَ للوحوش..
هناك زفاتُ أعراسٍ تبيد..
ومن على الحصيرِ؛ كانا كهلا، وكهلة.. ثابتين في وجوم.. متحركين في لهاث..
يقلبان الغيوم حتى
يصيح هو، تصيح هي:
-ذاك هو.
يريان بقعةَ الضوءِ.. يصرخان.. يضحكان.. يبكيان..
تطلق هي زغرودةً
ينادي هو:
-ولدي.
ذ. عمر حمش / فلسطين
