أمتطي صهوة التّداعي الحرّ
أشدّ الرّحال إلى حيث تنازلني النّيران فأصرعها
أغتسل خمسا حتى لا أحترق
أراهن على أن يُقبل منّي سعيي
بين وجع و وجع…
لعلّ حلمي يبلغ قلب السّنديان
وينظر القمر إلى صدري،
حيث شجون لا يغمض له جفن
فيتلو ما تنزّل من وحي على قلبي..
يجسّ نبضي…
هكذا أنا؛
جيش من المشاعر
و حشد من الدّهشة
وعشق لفنون الحديث
ومجازات لا تنتهي…
يتلعثم القمر حينا من الدّهر
تنبت الأسئلة على شفتيه،
يحاول فكّ شيفرة وجهي!!!
وقصائد بنهايات مفتوحة على مصارعها…
فما صدق من الرّؤى عصيّ على التّأويل
يتمتم القمر:
-ما لهاتين العينين؟!
أ فيهما سرّ؟!!
أ يضوعان حزنا؟!
يترجّل القمر على جماله
يجلسني أمامه
يلقي بقواقعه على الرّمل
يبدو المشهد قلقا.
هكذا أنا
لمّا أنضح حيرة
أكتب بعض التمائم الحارّة
حين يشتدّ الأنين
و خيالا؟!!
أقيم مهرجانا
و أفتعل الأهازيج في رأسي
هكذا أنا
أجزم بأني
لن أكون إمرأة ما.
هكذا-
لست إلاّ أنا
إذ جاء في حديث الرّمل
أنّني جبين يتحدّى
وسيفان قاطعان
وعينا مها تتهادى
وخزّان من حزن قديم
وأنف بأنفَة…
الخدّان؟!
عبثا يحاول الزّمن إخافتهما
كتفّاح الشّام – صامدان
كالزّياتين
كنبات الرّياحين
الشّفاه مطبقتان
و إن افترقتا؟!
سال منهما عسل الكلام
هكذا أنا
وجه جميل الملامح
بعيد الحدود
لم يستطع الوعث
حفر الأخاديد على الجبين
تقول القواقع:
أراك لا تخافين الوعيد
أراك تعجنين الأرض
وتعيدين خبزها من جديد.
ذة. روضة بوسليمي / تونس
