صوت خافت / بقلم: ذ. المختار السملالي / المغرب


تاهت خطاه وهو يسير على غير هدى. هناك في آخر الزقاق ضوء خافت بالكاد رمقته عيناه. لم يكن باستطاعته أن يسارع الخطى. يتعثر في مشيته، تساعده عكازة يسمع صوتها فوق الحصى المتناثر على طول الطريق.
عادت به الذاكرة وهو شاب تأتي إليه المسافات طوعا. لا يبالي بما يعترضه من مطبات وحواجز.
كل فتيان الحي يتمنون أن تكون لهم تلك الطاقة التي يمتلكها. هو ما يرنو إليه اليوم وقد علا الشيب رأسه، ولم تعد قدماه تحملانه دون هذه العكازة التي تصاحبه.
يجد أن الضوء لا يزال خافتا… هل يعود أدراجه أم يكمل الطريق… لا يعرف إلى أين المنتهى، ومتى يستريح من هذا السؤال الذي يؤرقه.
تناهى إلى سمعه صوت لم يكن غريبا عنه. دعاه إلى المضي قدما كما كان يفعل في زمن الصبا.
بدأت تسمع على الطريق إيقاعات العكازة والحصى بشكل متسارع يتسع معها نور الضوء الخافت.

ذ. المختار السملالي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *