سِواكَ يلوكُ الضيمَ
والجوعُ شاغِلُه
و في الكون آهاتٌ وغِلٌّ.. وحامِلُهْ
عزيزٌ عليّ الأمرُ لمّا وَلَجتَهُ
كفاني بأنّي في احتدامٍ أماطلُه
وكانَ إذا ما الفضلُ شاحَ بأهلهِ
وأعربَ عن خصمٍ سقيمٍ يباهِلُه
تكشّفَ عن وجهٍ فزادَ بهِ البَلى
ولم يختلفْ عمّن تهاوتْ معاقلُه
تبيّنَ في الميزانِ قد خفَّ جِرسُهُ
كمعتقلِ الألفاظ ضجَّ تداخلُه
وما نفعُ ذاكَ الشوطِ
إنْ أحكمَ الرؤى
وفي تمتماتِ الحرفِ معنىً و نائِلُه
على مخرجاتِ العقلِ تزدادُ حيرتي
فأسعى الى بحرٍ تدلّتْ سَواحلُه
وإن عشتُ لن أنسى شكايةَ واعظٍ
يودّ اصطيادَ الغيمِ
و الحرصُ قاتِلُه
يضجُّ بلا أذنينِ قد شدَّ مَسمعي
حديثٌ لهُ الأرواحُ مدٌّ و ساحِلُه
فما أسعفَ الوَلهَى تباينُ سالكٍ
وحسبُ انثيالِ الوهمِ سيرٌ يزاولُه
وللناسِ تبيانٌ و للحسن لمحةٌ
عليها يقامُ اللومُ إن فرّ آمِلُه
وقد يغرزُ الإنسانُ أطماعَ جاحدٍ
عَصيٍّ لحكمِ اللهِ نَزّتْ دَواخِلُه
وفي الكون إحقاقٌ يطاولُ غاصباً
بهالةِ إيمانٍ وفكرٍ يساجِلهُ
يفرُّ إلى ربٍّ بلحظٍ ومهجةٍ
وفيضِ دُعاءٍ لن يضرَّك قائلُه
وكان بما يجري حليفاً لذاتهِ
يروّضُ أحلاماً وتلك فضائلُه
مع الماء ميلادٌ.. رغيفُ موائدٍ
ورحلةُ أعمارٍ فنعمَ مَنَاهِلُه
يجودُ وقد ألقى منابتَ راحةٍ
سقتها يدُ الهَمرَاتِ إنْ حلَّ قاحِلُه
اَلا يغفر النسيانُ بعضَ تهاونٍ
إذا مدُّ في حكمٍ تهاوتْ عَواذلُه
ولم يَسترح حتّى يقلّصَ لحظةً
عليها مدارَ السعيِ جدّتْ رواحِلُه
فهل تخدشُ الإنسانَ..؟
لومةُ شامتٍ
إذا شطّ في أمرٍ تدلّت معاقِلُه
بعيداً عن الأنظارِ..
مال بي السُرى
ولم أحترس ليلاً رعتهُ قوافِلُه
فليتَ الذي أندى ببارقِ لحظهِ
وقام كما الإعصار يرديكَ وابلهُ
لعلّكَ تَلقاهُ.. بوافرِ مهجةٍ
ضحوكاً بذاك الثغرِ بانتْ شمائلُه
يميدُ كغصنٍ من قطوفٍ وينزوي
يباشرُ معطوباً بهمسٍ يغازلُه
فهل أودعَ الملهوفُ سرَّ بشاشةٍ
وأرخى نياطَ القلبِ جسراً يواصِلُه
ويمضي بنا حتّى تَدَفّقَ وارفٌ
وجادَ كمن أوفى.. وحانَت فضائلُه.
ذ. وليد حسين / العراق
