رغم الرّيح العاصفة، والرّمال المتناثرة، كغيمات تغطّي عين الشّمس، وصفيره الملول بين أغصان الشّجر ونفيه لعطر الرّبيع، في الأجواء، وطقطقات الأبواب، وغياب معزوفات العصافير في الخارج، كان هناك في داخل البيت فصل ٱخر، شدّني كهاجس غامض لأتعرّف على تقاسيمه، يدعوني لأفتّش، لأقرأ، وأنبش في كنش الأدراج، أين خزّننا بعض من أيّامنا ومواسم مرّت..
أبحث عن شيء ما، قد لا يشبهني وانّما يعجبني لأصدّ باب الكٱبة، المنتشرة مع رماد الجوّ وبرود الطّقس الذّي يحاول غزونا بشراهة، ومزاميره النّاشزة من الشّقوق، تحاول التّسلل لذهني، و اقتحام ركن هادئ ممتلئ بأرواح تسكن موائد الورق وفواصل الكلمات، تريد التّلاعب بمزاج مرتفع الحضور، ومكتمل المقام، وتشوّش بوصلته وترحل به لا أعرف إلى أين؟،،،
-نبشت في صفحاته،، لأعثر على قصّة، مكتوبة من وحي الخيال المحاك بخيط الواقع الرّفيع، وبرمزيّة تسرق عينك وخيالك لتبتعد عن ذاتك، وتركن إلى نهاية الجزيرة، وإلى شهرزاد وهي تعجّل مَقدم الصّباح، على قفا أغنية صوفيّة،،، وتلوّن الزّنابق، وتقطف العزف من النّايات،،، وتخفيه في سمع شفيف، لتستنجد به حين الفوضى، ومن سلك الفضّة المتسربل في عين القلم تنزّ الحكايا،،،
-أدركت من خلال السًوال وذاك الطّيف الموعود بالانتظار والانصهار في لجّ الحياة،،، رحلة انتظار بلا ملل،،، و انتابني وجع الدّرج المقفل،،، على كنّش مهترئ،، ليحوم السؤال عن وقع اللاّمكان عن الكتابة! وعن تقيّد الوقت بالانتظار! وعن صخب الخيال حين نقرمش حروفا نبحث فيها عن أحلام تشبهنا، وعن تفاصيل تغرينا! وعن لحظات تخلّد ملامح ألفناها بلمحة ضحكة!، فكانت هي منقذتي من رحلة مع غم العواصف حين تلفّ الأماكن بضوضاء الفزع وصوت الطّبيعة النّاعم الخوف،، كانت شراع الصدّ ولازالت قفزة خيال بين القصّة المجهولة لعبث الحب_ر،، و طيف يختال في لازورديّة الموت والانتظار،،،،،