أقتفي أثَركم
أستثني وجوهكم على الهاتف
وأعزلها عن ملامح الليل الحزين.
ملفوفٌ أنا معكم
في هذا التشابك العاطفي الغامض
فمعذرة!
كنت أبحث عن وجهي الملطخ بالدّمع والرّماد
فلم أجد سوى أطْياف مثلي
قابلة للاحتراق
من ليس له جرح مضيئ؟
من ليس له قلب مفتوح للسّماءْ؟
كُلما حلّ الشتاء
إلا و صرتُ هَشّا أكثر مما يطاق
سريع البكاء
أبكي خراب الكوخ القديم
وحبلَ المشنقة المتدلي من سقفه المهترئ
وحدةَ الكنيسة المهجورة في قريتنا
أبكي وجه أمي الحائر في قوت الدجاج
أبكي كف أبي اليابس المليئ بالشّقوق
جيراني التعساء
ماسحَ الأحذية في باب البنك الشعبي
حظ المتسولين الهزيل في الأعياد
لعاب الأطفال الممزوج بالتّراب
ثدي جدتي الحنيف ورائحة البخور فيه
عكاز جدي النابت في يده اليمنى
فمعذرة….
معذرة إن خرجت من جلدي
ومِلتُ مع الريح
رحلتُ كي أنْجو بقلبي
من شوكة المكان
من ليست له فرحة بعد لقاء؟
من لم يحزن على فراق؟
من لم تصْدأ ذكراه كالحديد؟
من لم يعانق نجمة هاربة، باحتراق؟
يا فراشة من ضوء
احمليني واعبري هزيعَ الليل
إلى حضن أمي
أريد أن أموت
تحت ظلال تلك الدوالي الرّعناءْ
معذرة!
هذا وجهي الملطّخ بالدم والطين
أنا ما يُشبهني الآن، في ضيق المرايا
يسوع من شمع
يصلبني الليل على سَتائره السوداء
فأبقى أتأرجح بين الحضور و الغياب
يا تلك الغمامة المضيئة البيضاء
أنت حليب أمي المنهمر على فمي
أنت نقطة التقاء تلابيب رئتي بالهواء
أنت القصيدة، صرخة الوجود الأولى
نبعُ ماء….
معذرة! إن سألت
من ليس له غرام؟
شوق، وحشة، و حرقة موّال؟
من لم يجرب غُصّىة السؤال؟