كيف لدمعة بائسة يائسة
أن تغسل طوفانا في قبو
مغلق السقوف
ها هنا لا بر لأمان
الغيب يرسل الأفول
هاهنا نوح يقود سفينته
أفق العدم
رافعا راية العبث
يلوح من بعيد
تطفو أنفاسه دوائر ماء
تبحث عن رصيف
ها هنا السوء يعري سوءات سجن
قيوده رغيف مشؤوم
محمول على أكتاف ليل هش
يمشط جدائل الأدخنة
بمشط المجهول
في زمن عار إلا من آثامه
يصارع من أجل بصيص
يطل من شقوق أقبية
تجدف في خط متصل
بلا حدود
منفرج على هلاك
مكسورة الجناح تتشبث
بخيط يصدّ بابه
أصابع تسابق نظراتها
لبصيص مرغته لقمة حافية
وبطون تلوك يابس السنابل
وسنوات عجاف لا يراها النور
ها هنا قلوب شيعت خفقها
وسارت على نعش غير محمول
مزقتها سيوف المهانة
تحتشد خوفها
لا تدري لطوقها نجاة
والضوضاء يحكم
عالما موبوء
مفعم بكوابيس
تنهمر كالقضاء
في كل اتجاه تسوح
على حوافي ليل مربك
تموج شموع مطفأة
مغمورة بماء اللامبالاة
يشنق غصة تهفهف
لاعتناق شمس
تربض خلف الغيوم
تشي بزوابع من أسدام
موسيقاها أناة
تذرفها تجاعيد
تقضم أظافرها
ودهرها قصم ظهر حلم
تطايرت شظاياه
كرذاذ الحمم
واصطلت بامتدادها
عبر انزياحات قاتمة
تذروها نهايات
أتت قبل أوان موعد
يتوق للثغة الصبح
تغردها مهج الطيور.