وهم شاهق / بقلم: ذ. سلام العبيدي / العراق



كعصفور عَرّاب.. بحلم مهجور.. في زمن ليس لي…
لم يخبرني أحد….. عن سيرة النار في قميص المدى ومذاق الريح في أغاني الرخام.. وتلك العباءة الداكنة لأسراب الغربان التي فقست بيوضها في بساتين الخرافات
أنا.. ذلك السجين في كهوف الشعر والدخان.. لم أصطد شيئاً من زرقة البحر.. أغني بكل ما أوتيت من صهيل.. لحبيبة لا تشيخ.. تمطرني حباً.. على غرارِ لذة العنب الأرجواني
في موسم الجليد..
أعاند الموت بشهقة ليل ونشيد..

في بقعة أرضٍ عجوز…
لا تستضيف المطر
تلتهم الساعة ثوانيها الفزعة..
وتمضغ علكة الوقت الهجين..
ترشف من رئة الفراغ
ماء المرايا….
بلا حقائب
تحزمُ الأرواحُ شظايا أعمارها المنفية
في سكك الفرار الحزين
ودون أن ينقذَ القمرُ أضواءَهُ المغمورة
في طوفانِ التفسخ…
*******
كل هذا الوهم الشاهق
وأنت هكذا
بلا قراءات..
تنزف آخرَ ورداتك المحشوة بالحياة..

منذ متى
وأنت ترسمُ أغانيك..؟
تتعلق بالغرباء
ولا أحد يعلمك التحليق..؟
كالتمثال
تتشرب أناك الموغلة في طرق العصافير..؟
ألا يكفيك
الهروب من مخالب الريح..؟

ذ. سلام العبيدي / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *