مواقيت الذهول / بقلم: ذ. عبد العزيز سلاك / المغرب


لكم مرة أعدمت همسها عند منتصف اللوعة
ما بعد شهقة الحسرة
مرغت الوجع بملح يم ترقبك
ما من رياح
فقد تكلس المد والجزر
تلك الضحكة الشريدة
ذبحت شريان الشوق
وأنا على مقصلة الذهول
تعاقبني سنوات المسغبة
في انتظار موسم الشتاء
كي تغسل أمطار الحنين
عن أرصفة الاسمنت
شقاوة الترقب.
كل شهور السنة وقبت
وموسمك تأخر
عن شط الانتظار
من هول الانكسار
مرساتك بقعر القلب
مغمورة من هول الإهمال
وكل سفني جاثمة
طيور الربيع هائمة
مكسورة مجاذيف الخلاص
والنص أخلف موعده مع التناص
هذا الصقيع
جمد أوصال الوصال
وكل الصباحات جليد
تتكوم كرة ثلجك
فتصاب الحروف بزكام
التمنع
على اسفلت أنيني
يتسكع
بلا شمس حضورك
تتصلب دقات الفرح
ومن الوريد إلي الوريد
تنتحر مسام الشوق
خلسة جرفتني سيول الرحيل
وها أنا كما أوليس
أعيد ترتيب الغربة
وسيف العودة صقلته فواجع الفقدان
أنا على ساحل الترقب
رمتني أمواج يمك
كما ايلان
جرفته خلجان الهروب
أقود نفسي
إليك
بلا عجلة
على عجل
يسبقني ظلي
من شوق لهفة
تزيغ الأرجل
عن المسار
وأنا بلا بوصلة
أسير
أسير ريح هواك
اجس عطر الهواء
مرتشفا رائحة قنان عطرك
كما قميص يوسف
يحمله البشير
متجاوزا تيه القفر
متناسيا سنوات الفقر
وأنا نيزك يحترق
حول مجرتك
أعياه الدوران
حين نتح الغياب
حمرة الشغب
من ثغر الشغف
وبقيت في محطات الشرود
أنتظر قطار الشوق
بلا تذكرة
بلا عربة.

ذ. عبد العزيز سلاك / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *