السهدُ يكتبُني حرفَ شوقٍ علىٰ رمشهِ ودهشةُ الترقّبِ تضربُ علىٰ وترِ الأنينِ كأنّي بنبضاتهِ تخترقُ جدرانَ قلبي تسّاقطُ حنيناً دفّاقاً، صمتٌ عميقٌ كبحرٍ غلبَ موجَهُ كصفيرٍ غالبَ السكونَ وما الصقيعُ إلاّ صوتٌ مختنقٌ علىٰ مساحاتِ الصمتِ.. ملامح كمّمتْ أفواهَ المتسترينَ وصفّدتْ أيدي المحلقينَ في البهَمِ. ما خطب هذا الصديدِ يذعنُ لجحافل الألمِ موقدٌ يتسربلُ في الأحشاءِ أتدفّأُ به من صقيعِ الوجعِ، تتقاذفني رشقاتُ المطرِ علىٰ شرفاتِ البوحِ فأتّقيها بشهقاتِ الولهِ للقلبِ، معها خفقات للدمعِ فيها دفقات وفي الصدرِ منها لهيب وزفرات. مرحى لهذا الرذاذِ يسحّ علىٰ دوالي الرُوحِ بوابل من تحنان فتكتحلُ المُقَلُ بمرودِ السدمِ علىٰ صريرِ الوقت الذاوي في مُنعرجاتِ السَراب.