وبعد سنين،
في صمت الليل المحموم
سمعتُ أمسها المتألق ينطفئ
وتنسحب يد الاشتهاء
في ذهول
من صدرها الآثم بسكون،
واستسلمَتْ لأحوال الروح
الهائمة
تقتل كل أزمانها الثملة
باضطراب.
كرعت كأسها الآخر في يأس،
ثم سهوم،
رفعت وجهها من بين تجاعيد
الوقت
وكؤوس الطاولة والنَّعيب
فرأيتُ أنهار
عينيها منهمرة
تجرف أحلام الصبا
وتمسك أصابع الساعة وتستبقي عقاربها
في كفها لعلها تجود بأحمر شفاه
تصبغ به ما تبقى من تنهيداتها المنطفئة.