كلمة على الهامش
*******
تلك المعلبات من سمك….
على رف متجر
قلت للبائع
علبة يا سيدي…. قال انظر التاريخ… علب منتهية الصلاحية…
سحبت الفكرة للفكرة
ومسحت عيني بكفي وقلت…
بداية العد…
من… الى
ومن كان عده من ارقام… كان ذلك منتهاه….
انتهاء الصلاحية…
نهاية إحساس
بالحياة حين كانت الحياة
ابتسامة
دمعة
فرح
تكون ولاتكون… تلك نهاية… هكذا قال التاجر…
أحيانا… نكون البضاعة الكاسدة… تنتهي صلاحيتنا بانتهاء احتياجات الآخر إليك… وأحيانا بانتهاء احتياجك للآخر…
هنا فقط تكون ذلك الانسان الكامل الذي تحدث عنه المتصوفة…
الكمال الانساني في اعتقادي مختلف تماما عن مفهوم الكمال الصوفي… انتهاء صلاحيتك معناه وصلت إلى الكمال الانساني… لايحتاج إليك الآخر… ولاتحتاج للآخر…
أنت لا تختلف عن علبة سردين التي انتهت صلاحيتها…
سألت التاجر ومامصير تلك العلب… قال..
الإتلاف… حرقها… دفنها… حتى لا تبعثرها الكلاب الضالة…
الفكرة كصقيع هذا الصباح…
والسؤال حارق
وفنجان قهوتي… بارد… بارد…
سيجارة… دخان…
بارد أنت… وجهك علاه الغبار… فيما تفكر… فقط في علبة السردين التي على رف المتجر…
ماذا لو أكلتها…
فقط ستصاب بالتسمم… وربما ستنتهي…
ابتسمت… ماذا لو كنت أنا المنتهية صلاحيته…
ابتسم التاجر… لا جديد…كل من استعملك سيصاب بالتسمم…
ابتسمت ربما هذا ما يفسر… ابتعاد الانسان عن الانسان…
نظر إلي التاجر… وابتسم قائلا…
-لا تحزن… لكل بضاعة…. تاريخ نهاية الصلاحية…
عندما تشعر بأنك أصبحت لاتحب ولاتكره… ويستوي الفرح بالحزن… اعلم أنك منتهي الصلاحية… عندها مارس الغياب ولاتلتفت للخلف…
*******
نورالدين وكفى… انتهاء الصلاحية… والباقي أغنيات… كلمة لاعلاقة لها بالشعر… فقط هي كلمات على هامش الفكرة..