أناملها حادة كالحراب
تلتقط البيادق
وتَتركها على مشارف جرح لا يلتئم.
تُحاصرني نظراتُها الباردة،
أنفاسي الجامدة،
على المربعات،
تشبهُ الحصى،
وقلبي، في الرهان، قطعةٌ تافهة.
لا دواءَ الآن، لهَشاشتي بين القلاع،
أنا الخواء المحشو بالخواء
ولا شيء يؤثثني…
لا صهيلَ الخيولِ على الساحات
ولا حُرّاسَ العهد العتيق على البوابات
ولا التنبؤات، ولا المعلقات،
ولا دواوين الحماسة، ولا الرايات
ولا الآيات.
ولا الركوع ولا السجود ولا الدعاء.
هي حربٌ شُنّت في دمي لأنْزفَ عدما.
عقارب الساعة سيوف طائشة
عشوائية لا مستقر لها، ولا تصميم
و هذه الأرض قاسية،
تشرّد فيها الغريب
كم كنت ملاكا في عينيكِ يا أمي
ووجها للكائنات،
كنتُ نرسيسا واثق الحياة
مبتسما للغدير،
فكيف سقطت من المرايا؟
و كيف تهشّمت على صخرة العمر الناتئة؟
كنت أحلمُ أني أحلمُ،يدكِ الدافئة،
وهي تبحث عن قلبي
لتلمسَ الحمام النائم فيه
فولدتُ من ريش وسحاب وحريرْ
لا جواب يؤثثني إلا الهديرْ
وحماقتي الزائدة
في التحليق إلى البعيد البعيد
ضيّعت وقتي
في ترتيب جسدي
كما تقتضي غريزةُ البقاء في الحروب الطويلة
وأغلقت كل منافِذه،
وانتظرت، وقلت في نفسي، لا خوف عليّ
أنا مدَجّجٌ بخبرة المسن المحترس.
بيد أني، نسيْتُ أني نسيتُ ريحا بداخلي،
وحِصانا خشبيا وصَنما لإله من رماد.
هكذا صرت مُركبا يخشى العاصفة.
أنا الهواء في الهواء
ولا شيء يؤثثني
أقاوم انشطاري بيني وبيني
أسقط مع كل الأشياء القابلة للسقوط
وأنهض وحيدا،
ولا أرى من حولي
إلا أجزائي المبعثرة في المكان و الزمان،
كم هو دقيقٌ ومحكم هذا الموت
مصمم ينتظرني في كل الممرات
كم هي مخادعة هذه الحياة
تباغتني في كل الممرات،
لا شيء يؤثثني…..
منذ أن تعرّيتُ من صباحي
وألقيته جانبا كي أمشي خفيفا
نثرتُ مسائي لحافا على العائد من الصدى
ذاك الذي قد يأتي ولا يأتي،
ذاك الذي يقترب ويبتعِد من الوريد
منذ أن رحلتْ تلك النجوم والأقمار الباسمة
لا شيء يؤثثني، إلّا مَخاوفي
وهواجس شاحبة.
وليلا شريدا
أنا الآن هنا وهناك في العدم
أتأملُ سقوط الشاه ومَملكتي الزائلة
لأتْممُ إنكسارا في حربٍ لم يبدأها أحد غيري.