الخوف من الصباح العاشق لليل… هو الخوف الذي يقزم الفرح فيجعل من اجسادنا ذلك الوكر الذي يطيب به المقام ويمتد… لينشر ظلاله على حدائق الحياة… ويكبر اليأس…
لامعنى للحياة… ولا حياة دون استنشاق عبير التحدي… كم ستعيش الان…. الف عام… ومع ذلك يوم الوداع كأنك دخلت من باب وخرجت من الباب…
لاحياة لك وانت تحاول ان ترمم شقوق الجدار…. اهدم الجدار واترك الساحة مشرعة على الريح… فقد تزورك الفراشات صباحا محملة بالوان الحياة من الاخضر الى الاخضر… وتلك اغنيات الربيع حين يزهر القلب عصافير…. عصافير…
تلك شجرة الدفلة… في حديقة العشاق… يا لغرابة مرارتها… في حلق كل عاشق نقطة منها… كلما احب واخلص كلما اشتدت مرارتها… واشتدت… لتجعلك ترى العالم من حولك تفاهة… اشرب من ماء العصافير لتكون حرا… اختاروا الهجرة ليجددوا طريق العودة…. يا لروعة الطيور المهاجرة
احرق ذكرياتك لانها مجرد رسائل مكتوبة بحرف مضمونه من لون الغباء ورائحة الفراق… كلما عدت اليها كنت القصيدة التي خيبت امال الشعراء في الوجود….
لاتعد الى نفس المكان… لانك ستجد بدايتك هناك…. والبادية التي هناك ستجرك للعودة لها…. اختر مكانا اخر تكون فيه بدايتك مختلفة عن البداية التي هناك….
اكتب كثيرا لتغتسل من احلامك الألف… حلمك الوحيد اروع من كل الاحلام التي أوهمتك بأنك تسير في الطريق الصحيح… لتجعلك من حلمك حقيقة… بعرض نسبيتك وبيقين قديس… لاتصدق تلك المرأة التي كلما غضبت رمت بك الى غضب… صدق أمك… كلما غضبت منك احبتك اكثر… وانتظرت عناقك…
صدقني… لاتمارس اليقين… كل الكلمات خائنة للحرف… وحدها الفكرة من تجعلك تعيش وقلبك نافذة على الروح…. افتح صدرك… لتخرج الخفافيش التي عمرت فيه حتى ضاقت من يقينك… افتح صدرك اكثر… اكثر… هناك سرب من العصافير الصفراء…. من الفراشات المختلفة الوانها ستتخذ من صدرك مدينة الحلم الوحيد…. دعها تغرد…. فالحياة اغنيات… اغنيات…. وليقرع الزمان طبول الحرب على الزمان…. هكذا…. هكذا… حتى لا يكون هناك ذلك الخوف الذي يقزم الفرح في ذكريات بلهاء،….
والباقي… اغنيات …
…
نورالدين وكفى….. عندما تهجرك القصيد… دعها واكتب بفوضوية الروح لتغتسل من بلادة المعنى ….