فصوص شعرية / بقلم: ذ. عبد اللطيف ديدوش / المغرب


عابرون
لأننا عابرون نؤبد اللحظة
نسرق الترياق من عقارب الوقت
نقيم حفل تأبين للخلايا الميتة
عقيقة لشعيرات بيضاء في رأس خريف
نسرق بسمة من فكي الألم
نحبو بنهم إلى فاكهة ملتبسة
ننتحل لصوص اللذة
على الموائد
على الأسرة
نختزل الأبدية في ثانية
بصور نرجسية
ببتلات حياة افتراضية…!


لبس
أوقفني الظن في ذروة المتاه
دلني الوجد على المفترق
لوحت لي جهات
غمزت لي مهاو
انحرفتُ، انعطفتُ
انحدرتُ و الطريق الأحدب
حَبَوْت إليه، حَبَا إليَّ
كأني الآن العقبة
كأنه عابر سبيل…!


حضن
تلك الدار التي هجرتها
في طفولتي العابرة
نحو غابة الاسمنت والقار
تسكنني بدون أقساط
تفتح كل صباح نوافذها لرئتي
وتبقي الباب مواربا
لعل حقيبة تؤوب من غربة العناوين…


غزل
أنثى الروح
توأم الجسد
إكسير الحياة
أيقونة القصيدة
خذيني إلى مواعيد النار والجنة
خذيني إلى تماس الأبد واللحظة
اقدحي مني حكاية لشهرزاد
انسجي من تماهينا “لوحة العشيقان”
سلوانا لقلوب مثخنة
منديلا لعيون حزينة
خذيني إلى حيث لا قبيلة
لا ضغينة
خذيني إلى كؤوس ثملة
خذيني إلى رحيق الأزمنة
إلى حيث تمطر قُبَلا وياسمينا
خذيني إلى حقول الخزامى
حيث أنتِ و أنا
إدغام جسدين وسرير المثنى…


انقلاب
يحدث أن أطيح برأسي
وأعلن سطوة اللذات
يحدث أن أخوض انقلابا على السماء
وأعلن حالة الملهاة
أنصب التيه بوصلة
وعربدتي شراعا
أجدف في المتاهة
وظني خريطتي
العالم يبدو الآن عارٍ…
محْض تأويل…افتراء…أو سفاح…!


شجرة
جدي (إيغود)
لم تغوه التفاحة
كان مسلوبا بأسرارشجرة (الأرغان)


هدير
ها موجة مالحة
تتلاشى قهقهة على شاطئ الأطلس
تروي كيف أجهش بها العرقى؟
كيف نقرتها نوارس؟
كيف دغدغتها مجاديف؟
كيف وشمتها صنارات؟
تسخر الآن من ملاح علق في الشباك
من صيد أعتقته العنابر…!

ذ. عبد اللطيف ديدوش / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *