ذكراكَ، لحظاتٌ أمستْ يتيمة
لَكنّي، رغمَ انكسارِ الرّوح أحضنها،
لأَقِيها منْ دهَسِ النّسيان،
أنا غيث خفيف،ٌ قلتُ لك،
من سحابٍ مُتعبٍ، أنْزِفُ شوقاً،
فلا تكنْ أرضيَ المهجورةِ،
حين تنساك أغنياتُ الرّحيل.
كنْ وردةً مخْملِيةً، تفتّحتْ
لألمَسَ قلبَها ،ولأنِّي،
منْ لَهْفتي عليكَ، قدْ،
يجِفُّ في يدي النّدى
فأمْهلني قليلا، حتّى،
أبوحَ بارْتباكي، وأَعِرني
خِصْرك للمرة الأخيرة، كي،
أخُطّ فيه وشما لا يفصِلُني
عنْ رُقعة الحنين….
و لا تنطفئِ اليومَ في المرآة،
كنْ وجهيَ المُنتَشرِ على الثرى
كيْ أكون ابتسامَتك الشّاسِعة،
وتكون عيناك نافِذتيْن للصَّباح.
كنْ لعزف اللّيْلِ صدى
لأشْهقَك قمرا هادئا،يتماهى..
كن للحمامِ شَباشب منْ قُطن
ليمْشي ويستكينَ على السُّطوح.
قلتَ لي،
هلْ أنا سماؤكَ التي أفرَغتكَ،
من هويتها، لتكونَ رسولَها المرتدّ
هل أنا يقينُك حين استعجَلك الغياب،
ولمْ يُمْهلك، لتكتبَ آخرَ أشعارِك لي.
وتنسبَها لوصيّة الريح،
فمعذرةً، إن عدتَ إليّ،
ولَمْ تجدني نائمًة على ذراعِكَ الرُّخامي،
حيثُ كنتُ، أنا، أغزِلُ منْ كلامك،
غيمة ـ تدثرنا، ومن شرودِك أُرزا
وفيّا لموعِد الربيع.. وأظلُّ أنا،
ظلا سرمديا، صالحا لكل مجازاتِك.
فأمْهلني قليلا.. لأُسجِّل وِلادتَك
على هوامشِ الذّات،
وَأبقى نظيفةً، من زخاتِ العواصفِ
التي صاحبتْ حُدوثك يومها،
ورأتكَ تُنفثُ منَ المدافع أسطورة من دخان.
مُطَهّرة أنا، راهبة، أبقى، من جنحةِ وجودِك الاعتباطيّ
منذ الأزَل………. فمَعذرة!
المحطّات هيَ المحطات،
لكن كلّ البنايات، تحطّمَت، إلّا سمفونيَتك
التي نقَرْتها بعظامِك على الهواء،
والخرائطُ حيّزٌ، لا يتَّسِعُ للْمَزيدِ من الرَّحيل،
والٱنتظارُ الطَّويل ،شرخٌ عميقٌ في الرّوح،
لا يرمّمهُ العِتاب.
لا يرَممه العتاب……..