ليسَ هذا يومكَ يا صباح إذْ لا زالتِ البراعمُ رطبةً نديّةً تغفو تحتَ ظِلِّ السنا لم تندهّها أجراسُ الخريفِ فَلِمَ تعجّلتَ الرحيلَ دونَ وداع!؟ ولملمتَ رحيقَ الوردِ من سلالِنا الفارغةِ!؟ هكذا مضيتَ وحدكَ نحوَ فردوسكَ المنتظرِ بلهفةٍ تستدرّ دموعاً سواجمَ علىٰ مواكب نعيٍ جنائزيٍّ حزينٍ وترانيم صيحاتكَ تعزفُ ألحانَ الفَقْدِ علىٰ أوتارِ جراحاتنا الممضّةِ لا زالتْ رياحُ المواسمِ تعصفُنا عصفَ الهشيمِ وأعاصيرُ الشتاتِ تدورُ بنا دور الرحى في فلكِ المُحولِ ونظلّ نُجلدُ كُلّ يومٍ علىٰ قارعةِ السفرِ الملغّمِ بفواتير الجزاءِ ستظلّ صورتُكَ تملأ ذاكرتي فلا أجدُ مساحةً للنسيانِ وسيظلّ عطرُكَ عالقاً في أوردتي يشرئبّ منهُ الوتينُ تَجْتاحهُ السيولُ فصرتُ أستأنسُ بالوحشةِ وقبض جَمَرات الاستعارِ حتىٰ تتطهر أطيافي أو أغور بوادٍ سحيق.
ذ. كامل عبد الحسين الكعبي / العراق
*******
*في رثاء ابن أختي صباح (رحمه الله)