ريح مبللة ترفع ثوب مطريات تتباهى بأناقتها الباريسية.
الآن.. يدي الطليقة أكثر رشاقة من تذكرة سفر مفاجئ.
غيمة آتية من الشمال هي أجمل ما يمكن أن يحدث لهذه المدينة المرهقة بحمل أرصفتها الدكناء.
على الكورنيش قهوتي الصباحية.. ديوان شعر وصحيفة يكفيان ليكون النهار بطعم فواكه البحر المشوية..
عاملة المقهى بين قعقعة الكراسي وطلبات ذوي المعاطف الثقيلة تأوي قصيدة تحت جلدها الأسمر.. ابتسامتها الطرية ورود مبتهجة تحت رذاذ الغيم وصفاء بلور الكؤوس تنم عن حكايات تظهر وتختفي ليأخذها شغب الموج لقاع القاع.
فوق الجريدة عقارب الوقت تزحف نحو نهاية أخبار أول الصباح.
سقوط مروحية عسكرية فوق حي سكني.. حروب الشرق والغرب.. مؤامرات.. انتخابات.. انفجارات.. حرائق.. جرائم.. عالم يغلي..
ولا وقت عندي لخبر عاجل حول الوباء والتلقيح.
شغلتني صبية تطوف بحزمة ورد، كل وردة ملفوفة في ورق شفاف يزينه شريط أحمر.
في الركن المقابل شاب يشتري وردة ويغادر المكان تحت وابل من المطر.. لعل الحب لا ينتظر غيمة متمردة.
ليس غريبا أن أكون برأسين أحدهما يحثني على شراء كل الورود مقابل ابتسامة الصبية… لكن.. تأخر كودو كعادته كل يوم.
كل جرائد اليوم استنفذت طاقتها وقد تحولت الى مناشف بينما قلبي في أقاصي الجنون تحول إلى برعم على وشك التفتح. ورقة وقلم ينكه قهوة الصباح هي كل ما أحتاجه الآن للتحليق فوق الضفة الأخرى قبل غلق الحدود وفرض تصاريح الخروج ومفاتيح الهوية.