هي لا تتجول في أسواق الكلام العابر،
الجرائد مجرّد إنشاء،
كانت تبَشّرُ للصّبح ،بصبحٍ،
أكثرَ وضوحا،من موتِنا،
فتهمسُ للورْد الذّابلِ بلغة النّدى
وتقول :_ إستقمْ قليلا
فالحياة آتية…
وحين ينام الحرّاسُ،
تخرج من جرحِنا
تجوب الشوارع حافية،
تقطف قلبها من الليل
نجمة
نجمة،
حباتَ قمح،
وتوزِّعه على ما تبقى
من مزهريات الشُّرفات،
زهرا
وشَدى،
كانت خطواتها
تسخر من حِياد الرصاص الطائش،
وتقول،
الحياة هشّة،
كحظّ الشاعر التعيس
لكنها……… باقية،
ربما في،
عشب يشقّ الصخور السوداء،
رُبّما في البُكاء،
في بكاء سوسنة،
من قسوة الريح على صغارها
والقبور،…
تلك القبور التي تملأ الرحب والتلال
تسخرُ من ذاكرة أبي العلاء
يا طروادة!
المُدن النّائمة،.
نائمةٌ على نيرانكِ العاتية،
تبدو حزينة في قصائد الشعراء،
كنت أتسائل!، وغدا…..
سأراها؟
ويا خوف فؤادي
وياخَوفي
من رقصتِها تحتَ المطر،
خِصرُها،
لا يخلف ميعاد الماء،
وأنا أُشبه النهر التّائهِ في الأدْغال،
أتطاولُ على التّلال والجبال،
أسْتشيرُ غربتي قبل أن
أعبرَ الحدود، لكني لا أمرّ
أتوَسل للبحرْ
وأقول له،
لقد اأْتمنْتكَ على جثَث الغرباء
فسرْ بهم إلى كف الإله سالمين،
يا ليتها! قلت،
تجرّب عبء الانْتظار..
لكنها لا تخلف ميعاد الماء
لا تنتظرني على الجسر،
قالت،
انتظرني، قربَ الشتاء
فالحياة قادمة،
يا طروادة!
يا امرأة مومس
انقلي عدوى اللهب
إلى الزبناء
ودعيني
أنظر إليك،
بلا خجل،
تحترقين بشَبق النار
دعيني أُحملق في ساقيك
إلى أن تذوب عيناي.
يازمننا الصاخب بالصّداع والصراخ
إِستكنْ قليلا!
نحن في حاجة لشيء من الغناءْ
لم يعد صوت المدافع يزعج ذاكرة
الحمام،
ولا سطحَ لنا إذ نراه يحطّ
إذ نراه يطير إلاّ السّماءْ،
وأنا لا زلت أصافحُ كفا من جمرْ
أتأبّط ديوان المتنبي
واقفا، أُشْهِرُ
رمحي
وقِرطاسي
وقَلمي
وسيفي
لكن هذه البيداء الصّماء،
لا تعرفني،
منذ أن،
سحبتني من جلْدها
ورمتني
في فوهة الخراب…
يا إلهي !!! لا ذنب لي إلا الانتظار،
وأبي لم يكن، أبدا قاسيا على الحصانْ
وأمي،
كانت تغزل خيمة قيْلولتنا
بِخيوط الشمس،
كانت تقول لي
الحياة باقية
فنَم يا ولدي في أمان
لا تكن عاطفيا….
كن شفُافا
منسابَ الحلم
كن هادئا كالسّحاب
وانتظِرها
هي لا تخلفُ ميعاد الماءْ،
إنها الحياة
ريحٌ هيْفاء
فانظر إليها
إلى أن تذوب عيناك .