سألتُ جيران، كتبتُ له:
ـ أ يا أبت، في صِبايَ قرأتُ كتابَك “النبي”،
فكان حافزي ضريرا،
و لم أْفقَه من نبوءتك إلا النزر القليل…
أجابني جيران:
ـ كل حافز ضرير،
إلا إذا اقترن بالمعرفة،
وكل معرفة هباء،
إلا إذا رافقها العمل،
وكل عمل خواء،
إلا إذا امتزج بالحب.
فإذا امتزج عملك بالحب،
فقد وصلتَ نفسَك بنفسك، و بالناس و بالله.”
سألتُه:
ـ يا أبتِ، كيف تكون المعرفة، و جلنا لا يتعلم إلا ليعمل؟
و كيف يكون العمل، و بعضنا متى اشتغل، تعِبَ و تهاون؟…
أجابني جبران:
يا خالد، أن تمزج المعرفة و العمل بالحب،
هو أن تنسج الثوب بخيوط مسلولة من قلبك،
كما لو كان هذا الثوب سيرتديه من تحب.
هو أن تبني دارًا والمحبة رائدك،
كما لو كانت هذه الدار ستضم من تحب.
هو أن تنثر البذور في حنان،
وتجمع حصادك مبتهجًا،
كما لو كانت الثمار سيأكلها من تحب.
لروحك السلام أبي الروحي جيران خليل جبران.