أنتَ!؟
ما أنت إلّا وليد الأمس
فلا بأس!
تلك هي مهنتك،
أن تقيس الغُبار بالغُبارِ
كساعة الرّمْل،
أن تشدّ إزارَ الرّيح بالرّيح
لتركبَ موجا، ممزّقَ الأَنفاس.
أنت!؟
ما أنت إلاّ غريب الغدْ،
فلا بأس!
لا تستعجلْ!
لقدْ،
كنتَ يوما قريب الدّار
وكنت ضَيفا خفيفا،
كالسّحاب،
تذْكِرتُك ذهابٌ
ذهاب من غير إيّابِ
عاريا تأتي
وعَاريا تَمْضي
فلا تستعجل!
تلك هي مهنتك،
أن تبدأ من حيث انتهيت،
أن تسافر خلفَ الضباب،
وتتركَ ظلّك بلا ظلّ،
وساعة الرّملِ
مقلوبة،
بلا رمل………..