احيانا نختزن المعنى ليكبر ويكبر فيكون أيقونة عشق… نفتح اعيننا على الجمال لنرسم الفكرة لتكون الحياة اجمل
ولنكون حقول ازهار بمختلف الألوان…
أحيانا نرسم لنجعل لظلنا معنى ولنجعل من أعمالنا منارة عشق جميل… هي هكذا لمسة الفنان حين ينخرط في اللون
ليكون اللون ويكون الرمز ويكون علامة على استمرار الجمال فينا… أقول هذا وأنا اسرق النظر إلى وجه صديقي الفنان
يحيى ادخيسي هذا الوجه الذي يرسم بملامحه الفكرة وهو جالس أمامي وأمامك… ملامحه تحكي عن تجربة طويلة
من الإبداع لكن في صمت قديس… اراه من خلال ملامحه فادخل الى اعماقه محاولا استنطاق ذاته الحالمة في صمت القديس…
انه الفنان الذي يعمل في صمت… ربما تقول عنه انه الصوفي الذي يحاول ان يصل الى اعلى المقامات لكن دون بهرجة او ادعاء… حين جالسني ادركت ان مدينة زيري بن عطية غنية بالطاقات لكن طاقات تشتغل في غياب الاخر الذي يعطي لعملها معنى…
وانا جالس واياه قلت كم انت رائع أيها الفنان في صمتك… في بوحك… في الوانك التي تمتح من جب بعيد… بعيد…
مدينة زيري بن عطية أحيانا تقسو على عشاقها… بالرغم من وجود بنية ثقافية مهمة… نجد الفنان لازال يبحث عن مكان تحت الشمس…
ورغم ذلك وانا بجانب هذا الفنان أقول لازال هناك من يحمل مشعل الفن… اطلعت على اعمالك اخي الفنان فوجدت تلك النقلة النوعية التي حملتني من بساط احلامك الواقعية والانطباعية الساحرة لادخل معك من بوابة التجريد الى عالمك الساحر الجميل…
يوم رايت اعمالك الأخيرة قلت هذا ما كنت انتظره من فنان خبر اللون وابحر في صمت الشاعر لمعانقة الفكرة فكانت اللمسة… لمساتك التي ملأت البياض بذلك اللون الذي اخرجنا جميعا من المعنى الذي في الأسواق الى حيث المعاني المتعالية… الى حيث دير الحكماء والفلاسفة… انها الفكرة العالمة العميقة التي تنطلق من الذات لتعانق الوجود بتلك الأسئلة الحارقة… سؤال اللون حين ينتهي الفنان من رسم معالم لوحته…
وانا اتابع اعمالك قلت الان ابتدأت الفكرة ولن تنتهي لانها ستقودك حتما الى الإبحار بعيدا عن الجاهز والبسيط… انك بعملك هذا
ستكتب اسمك من جديد بلغة لايفهمها غير عشاق الجمال…
لوحات اخرجتك واخرجتني من دائرة العادي والبسيط لادخل معك الى متاهة اللون حين يتحول الى لغة عالمة …لغة السؤال الذي يفتح المجال امام أسئلة أخرى اكثر عمقا… اكثر حلما…
صديقي الفنان يحيى… لغتك لونك لغة شاعر انخرط في ابداع لوحة… ولغة رسام انخرط في تشكيل الفكرة التي تخاطب العقل والوجدان…
لذلك وانا امامك… وانا بعيد عنك… وانا قريب منك أقول هنيئا لنا بميلاد فنان عاشق للفكرة… لكن أيضا أقول لعشاق مدينة زيري بن عطية… افتحوا ابوابكم فجرا لعشاق المدينة… افتحوا قلوبكم… افتحوا قاعات العروض لعشاق الفكرة… كم نحن بحاجة الى رواد الفكرة الجميلة…
شكرا صديقي الفنان يحيى دخيسي الذي حملني على بساط أحلامه الى عمقه الجميل… حقا… استمتعت بلوحاتك فشكرا لك أيها الرائع