استهلال
محمد الطايع كاتب حقيقي يسمي الأشياء بأسمائها، فهو لا يجمل القبيح ولا يهادن الناس …
كتاباته نابعة من حجم الألم والمعاناة…
كاتب يكتب قصة الحياة الحقيقية المعاشة بكل حقائقها، ينبش في المسكوت عنه ويعري عورات واقع بئيس نعيش فيه..
يقول عنه الناقد سعيد فرحاوي: (يمكن اعتبار القصة عند محمد الطايع كتابة تختلف؛ جديدة بكل المواصفات؛ لم أر مثيلا لها في كل القصص العالمية؛ مما جعلنا ان نخلص الى ما يلي:
-القصة عنده قتلت السارد وأعادت الاعتبار للمؤلف.
-القصة عند الطايع قتلت القارئ وأعادت الاعتبار للحكي بدون حكاية.
-القصة عنده قوت من الشخصيات وأضعفت السارد.
بحق استطاع أن يخترق التنظير القصصي السابق؛ ويأتي بأسلوب جديد يحسب له.) [1]
وفي تعليق عميق، يكتب الناقد عبد الرحمن الصوفي: { محمد الطايع هو متفرد وظاهرة عصره في كتابة القصة.. ولا يمكن أن يكون الا كاتبا لجنس القصة دون غيرها.. لا لنقص يمنعه من الكتابة في أجناس أخرى، وانما لكونه مهندس معماري بارع ومبتكر في بناء معمار قصصه وهياكلها (مكونات القصة القصيرة)… }. الشيء الذي دفع سعيد فرحاوي الى الاعتراف بأهمية قصص محمد الطايع قائلا : (محمد الطايع يعلمنا ترتيب ذواتنا من داخل الكتابة.) [2]
1- في العنوان
غاب العنوان أو بعبارة أخرى تعمد محمد الطايع تغييب العنوان، وفي غياب العنوان، لم يغب المضمون، فالأحداث السردية المحبوكة جدا بقوة تغني عن قراءة العنوان، انه نوع من الاحتجاج السوسيو اقتصادي والسياسي بطعم الابداع والأدب لأديب خبر عوالم الفقر والألم والكتابة. ان قصص محمد الطايع تكتمل بعنوان وبدون عنوان .
واذا كان صدقا (العنوان بوابة النص) [3] كما يقول الأستاذ محمد صادق عبد العال ، فمع (محمد الطايع) يصبح السرد بوابة وعنوان النص معا.
2- أبطال مهمشون
السارد وهو الراوي: تدور حكاياته عندما كان عمره 20 عاما لخصها في 20 بؤسا دلالة على البؤس والفقر الذي عاش ويعيش فيه: (رجل مهمش وليس ثمة ما يربطني مباشرة بالمجد ولا النبل ولا القيم العظيمة التي يثرثر الناس حولها كلما ضاقت بهم وساخة القلوب)، ويواصل السارد معريا الواقع:
(واستشعر حجم التفاهة التي تطاردني وتحيط بي في كل مكان، أكتب بجدية كأني اتقاضى أجرا من وراء هذا، وأتذكر عدد الغمزات واللمزات التي تصادفني في نفس الوقت من قبل الذين سقطوا تباعا من الحسبان، كثيرة هي الحكم الملغمة.. لكنني بطبعي لا أهتم.. ولا أبالي بما يحدث وما حدث منذ فجر التاريخ، فليس لدى التاريخ ما يقدمه لنا سوى الكثير من القصص التي ترسخ فينا كل معاني الخوف والجهل اللاذع، بينما يكذب بعضها بعضا..)
عاهرة سمراء: هي شخصية واقعية تنتمي لعالم البؤس والفقر والقهر والموت البطيء:
(أن المومس السمراء تناوبت معي على تدخين الكثير من سجائر ماركيز، ثم أخبرتني أنها مريضة، المسكينة يرحمها الله، ياللفاجعة.. لقد توفيت بسبب القصور القلوي عفوا الكلوي، كما تموت الكثير من العاهرات الفقيرات في صمت ولعنة..)
اللعوب: وهي نسخة طبق الأصل من سابقتها السمراء (تماما مثل حكايتي مع اللعوب التي خاطبت صديقتها بصوت مسموع في احدى مطاعم حي (ليراك بفاس) تسالها: هل في المطعم رجل نبيل يأمر لها بصحن دجاج ومشروب كوكا كولا؟ مع ان مظهرها يوحي بالثقة ويسر الحال! فلما لم يجب احد دعوتها – ولو كانت متسولة لتطوع كثيرون – فما أكثر اللطفاء في ذلك الزمن القبيح، تجرأت الجميلة وكان شعرها مربوط الى الخلف، بحيث كشفت منابت شعر رأسها أعلى جبهتها البيضاء، وكم كنت أحب هذا النوع من ذوات الوجوه الواضحة والعيون الواسعة اللواتي يضحكن فتظهر أسنانهن كأنها حبات لؤلؤ كما يقول الشعراء، فتبدو مرصوفة بيضاء فوق لثة وردية عريضة وسميكة، قوية وقادرة على عض وسادة جلدية وتمزيقها.. وهذا طبعا نزولا عند شرط الثقافة العليا، لأنه من الواجب وصف حور الطين بدقة، فهذه اول اسباب الامتاع..)
أخ السارد محسن: تم الاستشهاد به لايصال بعض الأفكار والنصائح الطريفة:
{ببعض الفائدة كأن اعتبر أخي محسن (الله يطلق سراحو) أعقل من وجه الي نصيحة يوم قال: أخي العزيز أنصحك بالنوم مع فتاة مصابة بالزكام، تبسمت لقوله الغريب وسألته، لماذا ؟ قال وعلى وجهه علامات الجدية والوقار: مع انك أكبر مني سنا وتجربة، الا أنني أفوقك حكمة ونبوغا، لذلك أنصحك بالنوم مع فتاة مصابة بأنفلوانزا العواطف الجياشة، سالته وقتها، ما الحكمة من ذلك؟ قال: إن النساء يبلغن أعلى درجات الجمال، حين يصبح أنف الواحدة منهن أحمرا وتسيل دموعها من غير بكاء، وهي تعطس في وجهك تكون صادقة في حرجها واحساسها بالخجل، وأنت تقبلها.. يختلط مذاق مخاط أنفها بطعم شفتيها المتمتع بنكهة التوت البري المبلل برذاذ مطر جاء استجابة لدعوة مشعوذين تقربوا لمولاي (ابو الشتاء السكير) بعد القحط ببقرة ذلول لا شية فيها ووو ..
اخي محمد إن أنت فعلت ذلك، سوف تعرف أن أجمل متعة في هذه الدنيا الزائلة، هي متعة تقبيل أنثى مصابة بالزكام ..
شكرا اخي محسن لازلت الى الآن أتلقى العديد من العروض المزكمة دون أن أجد شجاعة الاستجابة .. للأسف الشديد أخوك ثقيل الفهم لا يستوعب الدروس الا متأخرا..}
3- صور وتشبيهات واقعية
تتميز قصص محمد الطايع ببلاغة تشبيهاته وقوتها:
(وكانت تلك المدينة تشبه الى حد بعيد مدينة الفايسبوك.. المليئة بصور الحدائق والبط المنتشر على صفحة الماء الازرق..) .
وكذلك:
(صادف أن كنت جالسا في احدى المقاهي بإحدى المدن المعروفة على عهدنا بالدعارة قبل أن يهجم على منازلها اللذيذة السكان الأصليون بالهراوات، ويقوموا بتهجير عاملات الجنس المسكينات.. وكانت تلك المدينة تشبه الى حد بعيد مدينة الفايسبوك.. المليئة بصور الحدائق والبط المنتشر على صفحة الماء الازرق.)
ان ارتباط حكاياته بالواقع المتعفن جعله يقول في حقها:
(وتبقى الكثير من ذكرياتنا حفنة تداعيات فارغة للصور الصفراء، فلا نفع في كثير مما نعيشه ولا فائدة، مادامت الغاية التي تفعل بنا كل هذا، لا تتعدى رغبة صناع طقوس التنويم، في ابداع فن الهاء الناس عن متحدث ما، كان بارعا في شد انتباه السامعين، فهل يا ترى توقفت الحكايا التافهة عند هذا الحد؟.. الجواب: اطلاقا..)
4- السخرية السوداء:
(أنه قبل عشرين بؤسا.. كنت شابا قويا…)
(وكانت تلك المدينة تشبه الى حد بعيد مدينة الفايسبوك.. المليئة بصور الحدائق والبط المنتشر على صفحة الماء الازرق)
(لانه من الواجب وصف حور الطين بدقة ، فهذه اول اسباب الامتاع..)
5- مميزات الكتابة عند محمد الطايع
السرد والتشويق: متعة القراءة و(لذة النص) معا.. هي الكتابة بطعم البوح كنصوص محمد شكري، فاتنة وصادقة وحارقة… سي محمد الطايع كتاباتك تدفعنا الى القراءة واعادة القراءة لنعيش نصوصك السردية المنفتحة على الجراح والمشاكسة والابداع معا…
صحيح أن لمحمد شكري تيماته وأبطاله الليليون وحكاياتهم وحكاياته وبالمقابل فلمحمد الطايع أبطاله وتيماته ومواضيعه، لكنهما يلتقيان معا في كتابة الواقع المر والبئيس كل بأسلوبه وطريقته.
نص محمد الطايع بدون عنوان ويمكن تلخيصه في الجملة التالية: (حسنا من أين أبدأ..؟ البدايات كثيرة..) وكذلك (ثم ها سُلّة الحكايا .. حكايتنا جميعا…). فجعل الحكايات هي عنوان نصه وصميم سرده، كما يتلاعب باللغة ويجعلها أداة للتهكم والسخرية السوداء من واقع مؤلم…
خاتمة
محمد الطايع، كما يقول سعيد فرحاوي: (محمد الطايع قاص يحترم جيدا أفكاره وتصوراته؛ لذلك لا يعزل ما يعيشه عن ما يكتبه. كتابته هي تشريح جد عميق لعتاباته الحقيقية في وجود لم ينصفه؛ لذلك يكون تعبه في الكتابة تعبيرا حقيقيا عن كل عابر يجعله لا يبتلع ما يراه مرا. على هذا الاساس لا يمكن قراءة الابداع عند هذا الرجل في غياب تام لفهم عميق يعني الكثير في رؤيته المبنية على أساس وعي شقي واضح.) [4]
ذ. مجد الدين سعودي / المغرب
احالات
[1] سعيد فرحاوي: (محمد الطايع في كتابة اخترقت المألوف في فن القصة القصيرة؛ عربيا؛ وحتى عالميا.)
[2] سعيد فرحاوي: (محمد الطايع يعلمنا ترتيب ذواتنا من داخل الكتابة.)
[3] محمد صادق عبد العال : (العنوان بوابة النص)
[4] سعيد فرحاوي: (جمال الوقاحة في كتابة محمد الطايع. او شعرية القبح في كتابة ترسم جنة الرداءة عند قاص يتفنن في متعة كتابة تتبول على وجه عالم قذر.)
نص (محمد الطايع) السردي
{ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..
حسنا من أين أبدأ.. ؟ البدايات كثيرة.. ومما يطيب لي قوله.. أنه قبل عشرين بؤسا.. كنت شابا قويا.. وذات عصر لا غيره.. وكان مميزا بلاشيء.. صادف أن كنت جالسا في احدى المقاهي بإحدى المدن المعروفة على عهدنا بالدعارة قبل أن يهجم على منازلها اللذيذة السكان الأصليون بالهراوات، ويقوموا بتهجير عاملات الجنس المسكينات.. وكانت تلك المدينة تشبه الى حد بعيد مدينة الفايسبوك.. المليئة بصور الحدائق والبط المنتشر على صفحة الماء الازرق..
حدث ويا للهول ..
أنني ما إن أعلنت عن وجودي بإشعال سيجارة، حتى اقتربت مني عاهرة سمراء اكتشفت فيما بعد انه تربطني بها قرابة دموية، واننا نلتقي عند جدنا الرابع.. قبل ان يقتل أبو والد والدي رجلا ثم يلوذ بالفرار ومعه جدتي أيام كانت المرأة تهاجر رفقة زوجها ولو الى الجحيم، وكان ذلك الجد يمتلك بندقية، وكم حذره جدنا المشترك انا والعاهرة، من حمل البندقية نهارا جهارا، لكن وللاسف بعدما فرضت الحماية على بلادنا، حين كان الرجل رجلا وكانت المرأة مرآة زوجها، قام الجنود الفرنسيون بانتزاع البندقية من جدي، فلم تتوقف جدتي عن البكاء كما لو أنهم انتزعوا ذراعه اليمنى.. وكل هذا لايهم.. فقد قيل ان أرض اجدادي الاولى في المنطقة الشرقية بالمغرب، كانت أرض زهاد، وان الذي هرب اثر دفاعه عن عرض أهل، قصد مدينة مكناس او فاس او تازة والله اعلم.. وان كنت أرى أنها فاس حيث كان القتلة يفرون مستجيرين بحرمة مولاي ادريس، فان هم مروا تحت احدى العارضتين الخشبيتين، كانوا في حمى عرض الولي الكريم، ولذلك سمي المكان ب(المعرض)
انما يا أيتها التفاهة العزيزة، الأهم في قصتي تلك، أن المومس السمراء تناوبت معي على تدخين الكثير من سجائر ماركيز، ثم اخبرتني أنها مريضة، المسكينة يرحمها الله، ياللفاجعة.. لقد توفيت بسبب القصور القلوي عفوا الكلوي، كما تموت الكثير من العاهرات الفقيرات في صمت ولعنة ..
المسكينة.. مما دفعها اثناء ذروة مجدها خاصة أيام الاعياد، أن ترشحني الى درجة زبون مهم، انني جلست بجوارها ذات يوم عادي جدا.. على عتبة دار البغاء حيث كان الجو ساخنا، فمسحت دموعها بكفي تعاطفا، وكل ذلك على أعين الأخريات الحسودات الجائعات، وكان لدي المزيد من السجائر التي يفترض أن ندخنها معا في وقت لاحق، يومها كان الحزن لذيذا مثل قصيدة شعرية قاسية المعاني كتبها شاعر أوروبي لا اعرف اسمه.. وكم حاولت كتابة قصيدة مشابهة لها فلم أتوفق في ذلك.. بيد أن المهم عندي هو أن هذه الحكاية التي تصلح (رواية) لا تصلح للعبرة ولا تنفع قارئا يبحث في الكتب عن طريق النجاة ..
ثم ها سُلّة الحكايا.. حكايتنا جميعا، كانت ولازالت تافهة بما تحمله، تماما مثل حكايتي مع اللعوب التي خاطبت صديقتها بصوت مسموع في احدى مطاعم حي (ليراك بفاس) تسالها: هل في المطعم رجل نبيل يأمر لها بصحن دجاج ومشروب كوكا كولا؟ مع ان مظهرها يوحي بالثقة ويسر الحال! فلما لم يجب احد دعوتها – ولو كانت متسولة لتطوع كثيرون – فما أكثر اللطفاء في ذلك الزمن القبيح، تجرأت الجميلة وكان شعرها مربوط الى الخلف، بحيث كشفت منابت شعر رأسها أعلى جبهتها البيضاء، وكم كنت أحب هذا النوع من ذوات الوجوه الواضحة والعيون الواسعة اللواتي يضحكن فتظهر أسنانهن كأنها حبات لؤلؤ كما يقول الشعراء، فتبدو مرصوفة بيضاء فوق لثة وردية عريضة وسميكة، قوية وقادرة على عض وسادة جلدية وتمزيقها.. وهذا طبعا نزولا عند شرط الثقافة العليا، لانه من الواجب وصف حور الطين بدقة، فهذه اول اسباب الامتاع..
بكل جسارة تقدمت الفتاة مني وجلست بجواري ضاحكة مثل دمية جميلة تضحك، ثم شاركتني طعامي دون استئذان، كأن رؤوس أصابعها شوكات وأنفها سكين، فقد كانت بارعة في لف القلوب بخيوطها مثل عنكبوت، وذاك انفها فرنسي الشكل، مع انها مغربية بالغة الاغواء توشك أن تقسم أنها خرجت من صلب (جيراد ديبارديو)، وهو يمارس متعة الطبخ الفرنسي بكل اشتهاء، ثم كانت ردة فعلي بسيطة حيث تبسمت لها راضيا، ثم دخنا معا علبة سجائر (ستار) كاملة تحت سقف محطة الحافلات في انتظار أن يذهب صاحب البيت للمبيت عند أهله، وكانت ليلة ماطرة تليق بمشاعر كاتب تربى على قصص الكتاب الاسكندنافيين الغرامية، بعدها تحدثنا طويلا، وكانت احاديثنا تافهة مثلنا، فلم أعرف عنها اي شيء يوجب ان احتفظ لها ببعض التقدير ومع ذلك لازلت اذكرها الى الان.. (كما يذكر كلب كلبة شاركته متعة النباح ذات ليلة لم يأت خلالها اللصوص) ..
وتبقى الكثير من ذكرياتنا حفنة تداعيات فارغة للصور الصفراء، فلانفع في كثير مما نعيشه ولا فائدة، مادامت الغاية التي تفعل بنا كل هذا، لا تتعدى رغبة صناع طقوس التنويم، في ابداع فن الهاء الناس عن متحدث ما، كان بارعا في شد انتباه السامعين، فهل ياترى توقفت الحكايا التافهة عند هذا الحد؟.. الجواب: اطلاقا ..
هذا ومما يجب الاشارة اليه رجل مهمش وليس ثمة ما يربطني مباشرة بالمجد ولا النبل ولا القيم العظيمة التي يثرثر الناس حولها كلما ضاقت بهم وساخة القلوب واستشعر حجم التفاهة التي تطاردني وتحيط بي في كل مكان، اكتب بجدية كأني اتقاضى أجرا من وراء هذا، واتذكر عدد الغمزات واللمزات التي تصادفني في نفس الوقت من قبل الذين سقطوا تباعا من الحسبان، كثيرة هي الحكم الملغمة.. لكنني بطبعي لا أهتم.. ولا ابالي بما يحدث وما حدث منذ فجر التاريخ، فليس لدى التاريخ ما يقدمه لنا سوى الكثير من القصص التي ترسخ فينا كل معاني الخوف والجهل اللاذع، بينما يكذب بعضها بعضا ..
ثم ها أنا اشيخ بالتدريج، ادخن ولا انتظر حدوث شيء مهم، استمع الى اغنية (وحدي في ظلمة الليل) للمغني سامي يوسف، انها اغنية جميلة انصح بتنزيلها والاستماع اليها.. وهذه ايضا مجرد نصيحة تافهة.. لكن.. وبرغم كل هذا الكم الهائل من اللغو لازال بالإمكان الخروج ببعض الفائدة كأن اعتبر اخي محسن (الله يطلق سراحو) اعقل من وجه الي نصيحة يوم قال: اخي العزيز انصحك بالنوم مع فتاة مصابة بالزكام، تبسمت لقوله الغريب وسألته، لماذا؟ قال وعلى وجهه علامات الجدية والوقار: مع انك أكبر مني سنا وتجربة، الا انني افوقك حكمة ونبوغا، لذلك انصحك بالنوم مع فتاة مصابة بأنفلوانزا العواطف الجياشة، سالته وقتها، ما الحكمة من ذلك؟ قال: إن النساء يبلغن أعلى درجات الجمال، حين يصبح انف الواحدة منهن أحمرا وتسيل دموعها من غير بكاء، وهي تعطس في وجهك تكون صادقة في حرجها واحساسها بالخجل، وانت تقبلها.. يختلط مذاق مخاط انفها بطعم شفتيها المتمتع بنكهة التوت البري المبلل برذاذ مطر جاء استجابة لدعوة مشعوذين تقربوا لمولاي (ابو الشتاء السكير) بعد القحط ببقرة ذلول لا شية فيها ووو ..
اخي محمد إن انت فعلت ذلك، سوف تعرف أن اجمل متعة في هذه الدنيا الزائلة، هي متعة تقبيل انثى مصابة بالزكام ..
شكرا اخي محسن لازلت الى الآن أتلقى العديد من العروض المزكمة دون أن أجد شجاعة الاستجابة.. للأسف الشديد اخوك ثقيل الفهم لا يستوعب الدروس الا متأخرا..}
محمد الطايع