ستمر شهرزاد،
أمام أعين القمر
سحابةً من ضوء،
تشيرُ إلى شَظاياك،
التي مزّقتها الخناجر،
وتقول :
– من هنا تتسلّلُ الحياة كخيط دخُان،
من هنا تبدأ حكاية العشق الأولى….
لتعلنَ النهاية…
نهاية القبيلة.
*******
دورنا كان ثانويا!!، يقول مؤلف الحكاية،
لكن في نهاية الأمر،يصنعُنا من لاشيء،
حتْفُنا المترَقّب،
فنصير أساسيين.
تبِيحُنا الضرورة ….
ليَكتمل الحكي.
*******
الحياة غَشاوة مُغرية،
حجاب كثيف،
يخفي جرائم شنيعة.
يا ابنة الليل الساهرة
يا شهرزاد !!
اسرِدْي ماشئتِ،
حتى مطلع الفجر،
لا خوف عليك،
للحديث أشجانٌ… ستوقِظ الريح
من غفوَتها.
*******
شهرزاد،
وردَةٌ تنمو في قرارة النفس،
أمّا شهريار،
فماهو إلا متفرّج هاوٍ
في مسرح الخيال.
ضاع في تراكم الاحتمالات وتعقّدها،
واستحال عليه تأويلُ الوجوهِ قبل تفحّصها.
*******
شهريار يشبه الزمن الرّتيب.
ونحن قطع خشب وهمية،
شظايا… تطفو من حوله،
تمسّكي بنا، يا شهرزاد، إذن !!!
يا حمّالة الضوء!!
ولا تغرقي في مآسينا
كوني… أثر السجود
على جبين العاشق المغفل
قبل موته …..
*******
شهرزاد…
ظلُ يرتعش في الأفق،
ونحن القانتون تحت الحرّ.
نرمي بالدّلاء، وترجع لنا الحبال مقطوعة.
ونعودُ.. إلى الحكي المبتور …..
رزقنا على الله!!
رزقنا على الله!!
*******
الحاضر رجل هادئ وشفّاف.
لكن الغد، كائن تائه في الفراغ.
الماضي جثة حية،
تنهشها نسورُ النسيان.
كيف، سلكْتَ الشعاب، أيها الغريب
ووصلت إلى هنا؟؟؟
تخطّيت كل الأزمَان،
ولم تجد دليلا واحدا على وجودك ..
*******
آه كم كان قاتلا حبك أيها القمر!!.
كنتُ شاعرا غارقا في وصفك
أرمقك في الكلام
وفي الحكي و السمر.
ولماغبت عن ليلي،
صرتُ طيفا أخرس،
يتشدّق في الجرائد،
وصار ليلي قطعة خبز يابسة…..