يقول الشاعر:
– أناحبيسُ البياض الذي لا ينام.
فطلّي يا نفسي عليّ من ثقب السّواد
واتبعيني، لأعزفك…
لترقصي رقصة الجنون.
يا سيدة وحدتي، تزيّني بسحرِ الحروف،
و امشي حافيةً على جسدي.
يا ابنة النار واللّهبْ
ويا خُلاصتي في الرماد…
إحترقي معي،
فقليل منك ،تلك الشرارة،
أشعلتْ مصابيح الكون لي،
فكتب قصيدة عن الوطن،
سميتها؛ “عرسُ الشُّهبْ”.
يقول السجين:
– ياسيّدتي
كوني، نافذة لفجر الحمام، المنساب على التلال
غطّيني،بضياء القمر،ونامي على قلبي.
قليلٌ منك، ذلك النور الخجو،
هداني إلى الحرية،
فاعتنقت أغنية في المعتقل،
“سميتها” ثورة الشعب
يسأل اللاجئ:
– ياسيدتي
في أي مكان سأموتُ موتي؟
وعلى أي أمل سأحْيا بأملي؟
فكوني سفرَ الريح إلى هدنتها
وضعي حزني في حقائب الغرباء.
تزيّني بالنجوم وابقيْ هناك،
فعندي ما يكفي من غريزة البقاء
قليل منك، ذلك الوميضُ،
هداني إلى الديار البعيدة،
والقرى التي يحجبها الدخان.
قليل منك ذلك الهمس في الضوضاء
أيقظ حلم الرجوع في منفاي
“فكتبتُ نشيدا، سميتُه؛” عودة المغترب
– إنهاالأرض…! الأرض
أصرخ أنا المحملقُ في البياض،
زينة الحياة الدنيا، في انحراف العاشق عن عذرية
الورد.
صغائرُ الراهب في انزياحه عن الصّواب.
وسهوة المصلي في ضفائر فتاة الأمس التي كبلت خياله وغابت،
الأرض!؟
تلك العشيقة التي حين تنادي على مفاتنها،
أسقطُ شهيدا من فمها.
هي الأرض .كل شبرٍ منها
كل ذرّة منها
كلّ قليلٍ من قمحها، وملحها،
هو كثيرُ ، كثير الحبْ.