وأرى كلماتي بعيدة
أراها تفر مني
تعصف بها رياح..
وبين أشجار و أودية
تخفق بصمتي العاشق.
مثل النشيد
أنت هنالك
تملئين كل شيء
كل شيء تملئينه حد التشبع
وتحتلينه بلطف
وبعنف.
أنثى قريبة..
أرى في عينيها الخُضر
ألسنة شفق أحمر
تتقد، تستعر
وتحترق فيها ذاتي.
أنثى بعيدة..
من نظراتها..
يطل شاطىء محيط
يلقي بشباكه
لتسلب مني
أعماق اشتياقي
كلما رفرف الليل
وتنفس الفجر.
أنثى متمردة..
نظراتها..
تقتنص طيورا تائهة
تحلق فوق قلوب عاشقة
ولا تتوقف أبدا
عند “القفص”.
أيتها الأنثى البعيدة..
القريبة..
المتمردة..
في “غرفة انتظار”
تقبع هواجس محب
تسأل أرشيف الجسد
أمام دوّامات الحياة
في ساعات عميقة
يطويها الليل
كلما نقرت عصافير المساء
وهَجَ أولى النجوم.
يا عيون الغياب..
يا عطشي وارتوائي
وطريقي الحائر
العناء استفحل
وألم أبدي تجبر..
تربص بي..
اجتاحني..
واخترقني..
هنا الوحدة..
هنا مهرجان الغروب
بين يدي الشمس
يداهم الربى
ويهبط فوق العالم.
يمحو التماثيل المتحركة
تحت الأضواء الخافتة
وقطرات ندى
هجرت الغيوم
في لحظات صقيع.
يا عيون الغياب
أنا في وطن حلم
أستمع لأغنية يائسة
على ضفاف عينيك
حيث تضج بالحياة.