في هزيع الليل، أعبر الفرح، تاجي الأزهار، يمنحني النهر، حنانا ورديا يغمرني فرح الأعياد، يحاصرني ضوء القمر، موجا، أحلم بالشاطئ…
نامي واحلمي، جسدي قنديل الماء، نامت على ساحل النهر، نشرت مفاتنها، ارتعشت في لجة الماء، سرى الماء في الأجفان، حاصرها، أدركها الغرق
عاشقة في زمن اللؤلؤ، دمي سجادة، تحت ضلوعها، ركضت عاشقة الى النهر، انحّل عقد ثوبها، استجارت بنخلتين، اتسعت ذاكرة النخيل، استسلمت، جعلتني أميرا، كنت أول وآخر الكلمات، أجراسها، غصون معلقة في المساء، وردة في ربيع الفصول، لا ترى، إلاّ الكبرياء عند الأفول، تعلمت أن أتهجى، دمي الصدئ، حدقي، اكتمي ما ترين، سقطت نجمة الصبح، يا لَ دمعي، ارتديت البكاء.. أنشّد أكتب باسمك شعرا، لعينيك، أنتِ الجميلة من بين نساء، قرية العاشقين، أرتدي حُزنك سيدتي
لِينساب نهر لغاتي، تنبض أوردتي الميتة، أمطري يا سماء، اغسلي الارض، حين تمشي الحبيبة، اهداها اله، من يشبهها، أنتِ لا تشبهين الكلام
أنتِ البداية وأنتِ الختام، عاشقة الحزن، كيف تصير سرابا؟، أنا عاشق السراب، أيّ امرأة أنتِ، ريح تجئ مساء، سيدة القلب، حارس الافق أنا
هكذا قالت لي، أركض نحو غبار خلفته، الحزن لم يكن صدفة، هي عندي مدخل روحي عاشقة، أوشك قلبي على الانتهاء، مكتّظة حبيبتي بالاحتمالات، وحيد أنتظر على باب قلبها، أنزف، إن باعدتني يداها حتى الجفاف، نجمة أبني لها فوق قلبي، حين تنهضين من هدأة الليل، يجتمع البحر تحت الوسادة، يؤذن الصبح أنك تأتين، تعلمت من عينيك أول حرف
ونسيت الكتابة، علمّيني أغزل، خيوط الشمس تاجا، علمّيني البكاء، أسترد الذكريات، أُتركي، الطفل شعرك، ينسدل على الاكتاف، أنتظرك فوق الجسر، عبّدْتُهُ، بجفوني، لِتعبري وتنامين، خارج البكاء، انتظرتك
حلما بين دفات كتبي، تبوح لي الغيوم بالأسرار، يمنحني، قلب الورد شذى
أتيتِ، تواثب الحصا ليقبل قدميك، البحر صار مرآة، ثوبك الهفهاف، من زبد البحر، عالقة، مدخل، الشمس عينيك، أنتِ دموعي الاخيرة، صدرك
تنهيد البحر، لكن رجوعي محال.. أطفأت ذات نهار، الجسد، استلقى ورقد
جِسمُك، موجات نور، أحال، الظلام نهارا، تاهت لُغتي، اضطجعت على الرمال، تنتابني، موجة حلم كموجة البحر، سقطت في المدى
في الصدى، تعالي لحظة ومرّي، ستقف البحار لِتشهد، الأنهار تبدأ من حيث تبدأ، كل السواقي والسنابل، تسبّح، لمرورك الكريم، أذهب أم أرجع؟
أيّ باب أطرق؟ سراب، عاشقتي على الرمال، نامي، لكي لا ينتهي حلمي
العشب ينمو، حين تلامس يداك الأرض، أحبك كلك، شعرك الراكض في السهول، صدرك الملتهب بالظلام، نهضتِ، كزهرة من بين الزهور، دخلتِ، جسدي كالورد، حين أتاك الصباح، هامسا، نهضتِ، من أزهاري وحلمي، ما بال هذا الحزن في العيون؟، هذه الغيوم في القلب؟، أ من أجلي؟.. أطلق بحر الحزن نوارسه مساء، يغررالثلج ماء الصباح
يسكب في تَعب العينين الندم، تكمن سيدة الندم للموتى، كمن تنتظر ذكرى
تدّب الرعشة في الفجر، تختلج الأزهار، يخضّر الذابل مرتين، آتيك بالليل من لدن الحزن، تُسقى آلامي، تدور فراشاتك، حول مصابيح الحزن، هجعوا، قناديل الحزن الباردة، تغافلني تنام، أحلم بقدومك تبكين، ينهمل الفرح، نهرين من مقلتيَّ، أركض حافيَ القدمين، نحو الصفوف الميتة
يخذلني الماء والرقص حزين، حيث ينام الزمن، تنسّل النواطير للحراسة
وتُخطف الارواح، تُغمر الأحزان، يُحاصر البكاء، يتسلّل، نحو بيوت الطين، أوثق القمر، عليه نحو النهر، أغفو، كبروا بيأس الحزن، يثقب
الذاكرة في قاع النهر، يتسلّل في دجى الليل، يشرب، الحزن والنهر
مصاب بالعطش، يَنهِلُ، ماء العينين بعد الانحسار، أزهر الساحل أزهارا وأشجارا، يخرج النجم من الماء، يبكي على جذوع الشجر، تُهاجر، الطيور إلى غابة الظنون، آه لو تدرين، كيف أنا كيف أنت، لبستِّ امرأة الحنين خبالا، تأخذ ملامح قريتي، أسكنها، غفلة من الزمن بي، أسكن، ذاكرتي من سنين، شجرة زَيَنَتْهُ دارنا، تلبس، قريتي الحزن كل المواسم، قرية الآلام والأفراح، أين أنت من الزمان من المكان؟ أطرافك مثلجة، شفاهك دامية، مجنونة، آه لو تدرين..