علىٰ لوحَةِ السَراب.. / بقلم: ذ. كامل عبد الحسين الكعبي / العراق


لم يكنْ أبي يعلم حينَ كانَ يسقي فرعاً اجتثّهُ من شجرةٍ مالحةِ الجذورِ أنّ نسغَهُ العذبَ لا يفعل فعلهُ بما لا يمتلكُ خاصيّةَ التأثّرِ المشكلةُ ليستْ في فاعليةِ الفاعلِ بلْ في قابليةِ القابلِ كماءِ المطرِ يضوّعُ الدنيا بأريجِ الأزاهير والورودِ ولا ينسىٰ حنوّهُ علىٰ الشوكِ والعاقول ولكنْ يبقىٰ الوردُ ورداً والشوكُ شوكاً مهما طالَ الزمنُ وتوالتِ الفصولُ أينَ الثرىٰ من الثّريّا قدْ تسامىٰ الفخرُ فَجَلّ عنْ سقطِ المتاعِ أتذكّرُ تلكَ الغيومَ المالحةَ كيفَ كانتْ تدورُ في مداراتها الضيقةِ لا تسعها عملياتُ التحليّةِ ها هيّ الآن قدْ تعتّقتْ أخذتها رِعْدَةٌ فتصبّبتْ عرقاً نتناً يزكمُ أنفَ البراعم فضلاً عن غاباتِ السوادِ ثمَّ تصاعدتْ أبخرتُها السامةُ حتىٰ ضاقتْ بها الصدورُ ولا بدّ أنْ تلفظها أفواهُ الزمن .

ذ. كامل عبد الحسين الكعبي / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *