علىٰ شواطِئ الجمرِ بعينيك أَحُطّ الرحالَ بينَ مدِّ السحرِ وجزرِ الجمال صواريّ أمواجِك تكبحُ جماحَ تأمّلي. السيلُ يهدهدني والضحلُ يؤرِّقني، يقرّبني يبعّدني ويدنيني.. أسافرُ إليك بقواربي الورقيةِ تحملني أمواجُ اللهفةِ وتشدّني خيوطُ الرجاءِ حاملاً كُلّ خَلَجاتي ودفاتر الهذيانِ أفتحُ بها شفرات الوجدِ ،أفجّرُ عُيونَ الشغفِ أتسلّقُ بينَ طيّاتِ الضَبابِ أتسكّعُ في مَتَاهاتِ الغيمِ إذ لابدّ من العبور إلى ضفافِك المترعةِ، أحلِّقُ في فضاءات الشرودِ أعرفُ لغةَ الريحِ حينَ تنثرُ حروفَ قصائدي علىٰ المدى تتشظّىٰ معها روحي فأتيمّم برمادِ الخيبةِ. ثمَّ تصعقني حرائقُ الشبقِ في فراديس النشورِ فأُبْعث من بين الركامِ ميمِّماً وجهي شطرَ ذاكرتي الأولى ،نحوَ مغناك الخصيبِ أجلُو ظلمةَ المسافاتِ وأشعلُ قناديلَ الوصول