فراق…./ بقلم: ذ. نور الدين العسري / المغرب


الرّيح والبحْر،وصدى الأمْس
و سدولُ الليل، و ذكراكِ….
وذكراك، كأسْرابِ النوٰرسِ
تطوف حولي،
تحْملني ,وتغيبُ في الضّباب
قدْ أكونُ منْ زجاجٍ رطبٍ ،قابلٍ للاخْتراق.
فلماذا كلّما سألتُ عنكِ ، يكْسرني الجوابْ ؟
يكسرني،
بصورة منْسية على طاولة
والطّاولة منسية في زاوية
والزّاويةُ منسيةٌ في حجرة
والحجرةُ منسية في عيون الفراغِ بلا أبوابْ.
-هل أنتِ سجني !؟
كتبتُ لها،-الآن ،قد فهمتُ .
فهمتُ بأنّ الفراغ ،بالذّات، لعنةُ الغياب،
فَبأيّ موتٍ امْتَلأ…، حتّى أرى البدايةَ؟
أريدُ أن أتجدّد وأعودَ إلى أنايْ ؟
-أنا لا أذكُركَ ، قالتْ،
لأني أختارُ الأشياءَ السّهلة والبسيطة
أخُطّها على وريقاتِ الشّجر،
ثمّ أقْطفُها لأعلّقها على المِرآة
أحبّ حمامَ السّطوح الأليف،
وأُغنيات الحبّ العابرِ في الصّيف،
وأشعُر أني عاشقة،
حين أمشي تحت المطرِ الخفيف.
ولا أحتفظُ بِالماضي في ألْبومِ الصُّورِ.
-يا من رآكِ القلبُ يومًا،غزالةً ترقصُ على صدى القمر!
-من أنا ؟ سأل .
-أغنيةٌ، -قالت، -رتّبتْها الرياحُ للبحْر ،
نفَسٌ غامضٌ في ناي .
غيْمٌ متشرّد يبحَث عن سماءئه في القصيدة.
تَصبّبْ، إذن، كما أنت، بيٍنَ الحُضور والغياب،
في سِياقِك الخاصّ، كنهرٍ موسمي .

– وأين أمْضي !؟ سأَلت، -كلّ قطرة ماء فيك كارثة،
كل خُطوة منك تؤدّي إلى العاصِفة
والعاصِفة! بَلْوى….قالت،
بَلوى
تبعثرُنا
في
ذكرياتَ
الأمسِ
البعيدة…….

ذ. نور الدين العسري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *