رحــلة فــي عــصر الــدخان / بقلم: ذ. المفرجي الحسيني / العراق


عدت من الموت ، رحلة غريبة  تغير مجرى الزمن، كنت كائنا غريبا ساذجا، لم أكن رائعا، مأساتي مؤلمة، بلدتي لا لون لها، ترابها بركاني 

عدت وجلست على أريكتي التي غادرتها، أتدثر بملحف عتيق من بقايا مقبرة، كنت سخيفا، قاتلت من أجل الوطن، يمرون من بابي ،يرونني، أراهم من وراء النافذة، لا يكترث أحد  بوجودي، قاتلت من أجلهم، ما الذي أفعله، عالم جاحد، أتطلع الى أكف البرق، أنامله اللامعة، عصرنا دخان، يمنع الرؤية، تتوقف، لا حركة، لا مخرجات لعملنا، نكون في سبات 

ننزلق نصرخ، يغلفنا صدانا، يخذلنا، لذا نرى شقاءنا، في نهاية ذلك البرق 

وقد اندلق من الصوت الصاعق حيث داسته الأقدام، يرّن حزننا، لذكريات عاطفية وشظايا الزمن، نستلقي على قفانا في هذا الزمن ونقلب مرارة الأحزان، شموسنا تهاوت، تدندن ليالينا الغابرة، وانسابت كنهر جفّ، 

تحفر في حاضرنا الجروح، كزورق بلا مجداف يتغلغل في بقايا النهر، 

جثمت في باطنه الأعشاب الضارة تمنع بقية انسياب الماء، وحتى برقنا لا يأبه له الليل، مظلم كالح، تترك بقايا البرق، انطباعات حزينة في سلالنا الفارغة، يهزنا اليأس والقنوط. 

ذ. المفرجي الحسيني / العراق 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *