سحرُ الطينِ / بقلم: ذ. عزيز السوداني / العراق


اللوحة للفنان العراقي القدير صالح بغدادي

في معبد أحزاني حديقةٌ من ذكرياتٍ أتحسَّسُ أزهارَها كل يومٍ، أغادرُ لحظاتي الى حلمي الصغير، كنّا نجلسَ بين ظلالِ الأشجارِ نصغي اليها، نراها تنمو وكأنّها تُردّد صدى الراحلين، كان يسحرنا الطين، نُخبّئه في جيوبنا تتضمّخُ وجوهنا برذاذِ المطر، تهربُ العصافير الى قلبِ النخلةِ الباسقةِ، عجباً لا تكترث للمواسم وتأكل قلبها فأسُ الضياع، ومن زرعوا آمالَ الشمس في وجهِ الصباحاتِ الجميلةِ سالت نفوسهم على أعوادِ الظلام، نمسكُ بحروفِ أوجاعهم وكأننا نقبض على جمرِ السنين، تيبّسَ مجرى النهرِ ولم يعد يبل ريقَ العصافير، واستحالَ الشوق كأساً من  رماد، وهاهي الساحة مكتظّة بآلامِ المسيرِ وتيهِ الطريق

ذ. عزيز السوداني / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *