مراكبُ هادمِ اللذّاتِ غيرُ مشمولةٍ بالحظرِ تجوبُ كُلّ أخضر ويابسٍ تمخرُ عبابَ زمنِ الجائحةِ والموتِ الأبيض بعدَ رحلةِ استجمامٍ قصيرةٍ سبقها موتٌ أحمر حتىٰ نفذتْ ورودُنا الحمراء والبيضاء ونحنُ نشهقُ أنفاسَ الفقدِ فجيعةً بعدَ أخرى ، غصصٌ في شهقةٍ واحدةٍ شموسٌ تذوي وأقمارٌ تتهاوى في الفراغِ ونرى نجوماً تتساقطُ وأخرى يغيّبها الأُفولُ.. يا أيّها الموتُ ألا ترحم فتدَعُ شاعراً في عزّ قصيدتهِ يبوحُ قبلَ أن يَلفظَ النفسَ الأخيرَ أو لاعباً يتنفسُ الصعداء بعدَ إيداع كرتهِ في الشباكِ أو فناناً يكملُ المشهدَ الأخيرَ قبلَ أنْ تُسدلُ الستارُ أو رساماً جاهدَ لكي يداعبُ لوحتَهُ نورُ الأَبصارِ قبلَ أنْ تنسدلَ سترِ الأهدابِ، أو أباً يهدهدُ مهدَ فلذةِ كبدهِ قبلَ أنْ يُواريها الثرى أو أمّاً تلدُ ميّتاً فتموت أو أو .. كُلّ غارقٌ في سديمٍ يبسطُ أذرعتَهُ في كُلِّ الأَرجاء لا شمس فَرَحٍ فتذيب جليدَ الغُمومِ ولا قمر حُبورٍ فيسيلُ تخثرَ الهُمومِ وأنا لا زلتُ أشدُو بِنايِّ الحزن مَعْزوفةَ الأنين