لَا انْتَظَروَلَا أتَرقَّبُ حُدُوثَ أَيِّ شيء
أُفَضِّلُ المفاجَأةَ عَلَى الْإِحْبَاط،
لَكِنِّي ، أَغْضَب مِن الضَّبَاب الْكَثِيف،
وَلَا أَشْتَكِي مِنْ مَطَرٍ خَفِيفٍ
يؤجل عَوْدَة الْحَمَام الأَليف ، إلَى السُّطُوحْ.
فَقَط ! أترنم بِصَمْت اللَّيْل،
هُوَ وَحْدَهُ اللَّيْلُ مَنْ يَتَسَرَّب
مِن سِيَاج الْوَحْدَة ، ويبوحْ.
فَإِذَا كَانَ ظروريا ، أنْسَحِبُ مِنَ حُلْمِ
الفَراشَةِ
لأرى تَقَلُّبات الْمَجَازِ فِي اللَّوْنِ،
حِين تَبْكِي ، وأبتسم لَهَا.
وَحِين أَتْبَعُهَا،
هَارِبًا مِنْ وَحْدَةِ الرُّوحْ،
أَصِيرُ طِفْلًا يَسْتَصْرِخُ الْكَوْنَ فِي عَيْنَيْهَا،
وَيَنَام مُحَطَّمًا ، عَلَى الرَّصِيفِ.
وَإِذَا عَجَّ قَلْبِي بِالْعَواصِفِ
وأثْخَنَتْهُ الْجُرُوح،
فَتَحْتُ فَمِي لِتَطِير مِنْه الأيائل،
أُغْنِيَّة،
أُغْنِيَّة
وَنُوحْ.
أَنَا الطِّفْل النَّائِمُ عَلَى أهدابك ، أيتِهَا الْمَدِينَة
لَا تفتحي عَيْنَيْك لِضَوْضاء الْقَادِمِين
بِالْحَدِيد وَالْخَرَاب..
علقيني عَلَى كُلِّ الأقواس ، لأسْتَريحْ.
واغلقي ، فِي وَجْهِ الرِّيح الْأَبْوَاب.
واتركيني ، أَشْعَر بِضَغْط دَمِي
فِي عُرُوقِ الْأَشْجَار الْعَتِيقَة.
مَا أغْرَب حُزْنِي فِيك يَا وَطَنِي ،
فَهُوَ لَا يَقُودُ إلَى الْبُكَاء.
يُشْبِه النزيف الصَّامِت،
يفرغني مِنْ الدَّاخِلِ
ويملؤني بالخواء،
ويجعلني،
أُفَكِّرُ فِي كُلِّ شيئ وَفِي لَا شيئ
جُزْءٍ مِنْ الرُّوحِ يَضِيع مِنِّي،
دخانا في الْهَوَاء……
قَاعَة انْتِظَار مُظْلِمَة أَنْتَ يَا وَطَنِي ،
عَزَاء.
إِنِّي لَا اِنْتَظِرْ حُدوثَ أَيِّ شيئ
وَلَا شيئ،
إلَّا يَدًا من أسلاك،
تَبْزُغ مِن جُمْجُمَة الْأَرْض،
لِتَجْمَع حُطَام ، الطِّفْل النَّائِمِ عَلَى ذِرَاعِ الشَّقَاء.