توقيت فوكنر / بقلم: ذ. سلام العبيدي / العراق



لا أبيع تفاحَ الأحلام .. ولا رسومَ العصافير .. في عالم ٍ يرقصُ على أنقاضِ القمر .. ولا نقيق ضفادع الوحشةِ في المستنقعات .. ولا نصوصَ الحزنِ السائل من عاصفة الوقت .. فتتقيئ الساعةُ بقايا الرجاءِ المقبور .. ولا أحومُ بنزهةٍ .. بمشاعر كاذبة على مرايا النساء .. أو أصنع جنةً شحيحةً في وادي الحزن العميق .. أو تعاطفاً عشوائياً في مسار علاقة مصلوبةٍ خلف ابراج المزاجات المائلة .. أو رسوماً لتلال الخيبات الهابطة من قلب الأغنيات .. أو دنيا تكسرنا بمعاول الذل وزحام الجوع وجيوش الغبار .. نبنيها بأيدينا .. فنحطمها بفؤوس التمرد ..أو أقضم نبوءةً عمياءَ تكبر ُ بدمٍ فاسد .. يخطفُ الروحَ على رسومِ التجاعيد الفادحة
أنا هنا .. لأدفنَ العبرات في قاع الخشوع .. عند أولِ مدخلٍ لمدينةِ الحمام..
أنا هنا .. لأمسحَ البشاعةَ عن وجهِ السحاب .. بفرشاةِ الطفولة والخضرةِ .. واللون السحيق
وأُشيِّد من دخانِ الغصَّةِ رداءً للصلاة ِعلى جنائز الحرب وموت العشب والحرير ………
هنا يؤدي الفقراء صلاة الهروب الى الله…….
أُعيدُ تشكيل َ وجهي المتهمِ بالفشل
على عفويةِ الطين..
كما تنص مراسيم الهباء و توقيتِ فوكنر..
عاري الروح .. بلا “عنفٍ ولا صخبٍ..”
أشدُّ على أصابع الحياة..
كتبت تعهدي الشخصي
على صدر تمثال جلس وحيداً قرب حوافر الخواء..
كطفل ولد ماقبل التقويم الغائب..
تأكلني زرقة الاحلامِ النافرة
ومساحةِ الضجيجِ في رأسي المزاجيّ..
أطلُّ على هويتي
المسيجة بركام الضجر والموت الخفي..
دون ان أنسى طائرَ الأقدار..
ومسرحية الربيع الضرير..
أو رحلةَ السَّردِ الكاذبِ للتأريخ المعلب فوق رفوف القهر..
عاري القلب .. كما ساعةٍ نسيت حساب حريق الوقت..
وأكوامُ سوس الصمت المخنوق..
تنهشُ الأزقةُ قصص القمح ولحمَ الأغاني..
فيرقصُ الليلُ مع النهار .. لاشغل لنا..
نرمي شِباكَ الصبر الخائب..
لصيدِ السمكِ المذعور
من مستنقعِ السأمِ..
وزفرة الأسئلة النافقة..
لا أبيع باقات الأوهام .. وموسيقى البرد
عند ترهل الفصول .. فيرتدي الصيفُ معاطفَ الشتاء..
فيضحكُ الخريفُ من شيخوخةِ الربيع..
لامواعيد في ساحة ِالتحريرِ أو ساحةِ اللقاء..
لاتنتظر الغيمة
تتسلق أقواس القزح
دون موعدِ مع المطر
فغداً سيسقط الثلج .. على هوية الإنسان
في صحف الوباء .. وعناد الصبار..
فتنجرف الأشجارُ في مأزق الماء والبقاء
لا طقوس تشبهنا .. لا ترانيم تحرس الطيور والاطفال وليلك الكرز والكروم..
كم كنت غبياً..
حين سقطتُ في قراءةِ الوهم..
وادخرتُ لنفسي حلماً في ضفةِ اللاجدوى..
لا أبيعُ تفاحَ الأمنيات .. ولا برتقالَ الشمس في ليل عرائس النجوم..
ولا فاكهة الثلج لصبايا الضوء…
ولكني آسف .. معذرةً حبيبتي .. آسف جداً..
ضيعتُ إسمي في يومِ شَمِّ النسيم..

ذ.  سلام العبيدي / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *